وانتصابها على المصدر؛ لأن قوله: ﴿لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ﴾ معناه: أتشهونهم شهوة، وإن [شئت] (١) قلت: إنها مصدر (٢) وقع موقع الحال (٣).
قال الحسن: (كانوا ينكحون الرجال في أدبارهم، وكانوا لا ينكحون إلا الغرباء) (٤). وقال عطاء عن ابن عباس: (استحكم ذلك فيهم حتى فعل بعضهم ببعض) (٥).
وقوله تعالى: ﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾. معنى ﴿بَلْ﴾ هاهنا إضطراب عن الأول إلى جميع المعايب من عبادة الأوثان، وإتيان الذكران، وترك ما قام به البرهان (٦). وعلى هذا المعنى دل (٧) كلام ابن عباس حيث قال: (يريد جمعتم مع الشرك معصية لم يفعلها خلق قبلكم) (٨).
٨٢ - قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ﴾ (٩). يعني: لوطًا واتباعه؛ لأنه قال في غير هذه السورة: ﴿أَخْرِجُوا
(٢) في (أ): (مصادر)، وهو تصحيف.
(٣) شهوة مفعول من أجله أي لأجل الاشتهاء أو مصدر في موضع الحال أي مشتهين أو باقٍ على مصدريته ناصبه: {لَتَأْتُونَ﴾ لأنه بمعنى أتشتهون. انظر: "التبيان" ص ٣٨٢، و"الفريد" ٢/ ٣٣٠، و"الدر المصون" ٥/ ٣٧٢.
(٤) ذكره هود الهواري في "تفسيره" ٢/ ٢٩، والثعلبي ١٩٤ أ، والبغوي ٣/ ٢٥٥، وابن عطية ٥/ ٥٧٠، والقرطبي ٧/ ١٤٥.
(٥) ذكره الرازي في "تفسيره" ١٤/ ١٦٨.
(٦) انظر: "التبيان" ص ٣٨٢، و"البحر" ٤/ ٣٣٤، و"الدر المصون" ٥/ ٣٧٢.
(٧) لفظ: (دل) ساقط من (ب).
(٨) "تنوير المقباس" ٢/ ١٠٨، وذكر السيوطي في "الدر" ٣/ ١٨٦ نحوه.
(٩) في "النسخ": ﴿فَمَا كَانَ﴾، وهو تحريف، وقد جاء بالفاء في الآية: ٥٦ من (النمل) والآية: ٢٤ و٢٩ من (العنكبوت).