يسير في العبارة. قال الأزهري: "وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه سأله عن اشتقاق اسم الله في اللغة فقال: "... " (١).
وقد أخذ الواحدي عن الأزهري من هذا الطريق في مواضع من كتابه فعند تفسير لفظ "الناس" وبيان أصلها في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ الآية [البقرة: ٨]، قال: "فقد أقرأني العروضي قال: أقرأني الأزهري، قال أخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه سأل عن "الناس" ما أصله، قال أصله "أناس".. الخ" (٢).
الطريقة الثانية: أن ينقل عن الأزهري بدون سند ويعزو إليه، وهذا أكثر من الطريقة الأولى، قال عند تفسير "المرض" في قوله: ﴿فِى قُلُوبِهِم مرضٌ﴾ الآية [البقرة: ١٠]، قال: "وقال الأزهري: أخبرني المنذري عن بعض أصحابه قال: المرض: إظلام الطبيعة واضطرابها بعد صفائها، قال: والمرض الظلمة وأنشد.. الخ".
ومثال آخر عن تفسير قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ أَدنى أَلَأ تَعُولُوا﴾ [النساء: ٣] قال - ناقلًا كلام الأزهري دفاعا عن الشافعي-: "قال الأزهري وهذا يدل على أن الشافعي لم يخطئ من جهة اللغة، لأن الكسائي ثقة مأمون، قال: والمعروف من كلام العرب عال الرجل يعول إذا جار ومال، وأعال إذا كثر عياله" (٣).
وبالطريقة الثالثة: أن يفيد منه بدون عزو، وهذه أكثر الطرق، وقل أن تجد في تفسير "البسيط" كلامًا في اللغة إلى وقد أفاد الواحدي من

(١) "تهذيب اللغة" ٦/ ٤٢٣.
(٢) انظر: "البسيط" ٣/ ١٩٤ [البقرة: ٨]، و"التهذيب" مادة: (أنس) ١٣/ ٨٨.
(٣) "البسيط" ل ٢٢٨ من المخطوطة الأزهرية، و"التهذيب" مادة: (عال) ٣/ ١٩٤.


الصفحة التالية
Icon