تفسير سورة يوسف

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - قوله (١) عز وجل ﴿الر﴾ قال ابن عباس (٢): يريد أنا الله الرحمن. والكلام في الحروف المعجمة قد ذكرناه في مواضع (٣)، وهذه الحروف لا تعد آية كما تعد ﴿طه﴾؛ لأن آخرها لا يشاكل رؤوس الآي.
وقوله تعالى ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ﴾ قال صاحب النظم وأبو بكر بن الأنباري: [تلك بمعنى (هذه) كما كان (ذلك) (٤)] بمعنى: هذا في قوله تعالى ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ (٥) وقد فسرناه مستقصًى في موضعه، إلا أن ﴿ذَلِكَ﴾ مذكر؛ لأنه يومئ به إلى الكتاب، و (تلك) تأنيث ذلك؛ لأنه يومئ بها إلى الآيات.
وقال أبو بكر (٦): يجوز أن يكون (تلك) إشارة إلى ما ذكره عز وجل في
(١) في (ب) بزيادة (تعالى).
(٢) "زاد المسير" ٤/ ٤.
(٣) ذكر ذلك باستفاضه في أول البقرة.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٥) أول البقرة. وقد ذكر هنالك ما ملخصه: أن (ذلك) يكون بمعنى (هذا) عند كثير من المفسرين، وذكر عن الفراء أن (ذلك) يجوز بمعنى (هذا) لما مضى، وقرب وقت تقضيه أو تقضي ذكره.
(٦) "زاد المسير" ٤/ ٤.


الصفحة التالية
Icon