النفس الأمارة، وقال ابن الأنباري (١): والترجمة عن معناها أن النفس لأمارة بالسوء إلا أن رحمة ربي عليها المعتمد وإليها المنتهى.
٥٤ - قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ﴾ الآية، قال أبو بكر بن الأنباري (٢): من قال إن يوسف قال في مجلس الملك (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) قال: إن الملك أمر بإحضاره لتقليد الأعمال في غير ذلك المجلس الذي قال فيه "ذلك ليعلم". ومن قال: إن يوسف قال (ذلك) في السجن فالأمر فيه ظاهر.
وقوله تعالى ﴿أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ قال أبو إسحاق (٣): أي أجعله خالصًا لي لا يشركني فيه أحد.
وقال غيره (٤): الاستخلاص طلب خُلوص الشيء من شائب الإشراك، وهذا المطلب طلب أن يكون يوسف له وحده دون شريك فيه.
قوله تعالى ﴿فَلَمَّا كَلَّمَهُ﴾ قال عطاء: عن ابن عباس (٥): يريد الملك، فجعل الكلام للملك وهو أنه قال له: (إنك اليوم لدينا مكين أمين) والمفسرون على أن ﴿كَلَّمَهُ﴾ أي كلم يوسف الملك، قال الكلبي (٦): لما صار إلى الملك وكان في ذلك الوقت ابن ثلاثين سنة، فلما رآه الملك حدثًا شابًا قال للساقي: أهذا يعلم من تأويل رؤياي ما لم يعلمه

(١) "زاد المسير" ٤/ ٢٤٢.
(٢) "زاد المسير" ٤/ ٢٤٢.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١١٦.
(٤) الرازي ١٨/ ١٥٩.
(٥) قال به الطبري ١٣/ ٤، وذكره الرازي ١٨/ ١٥٩، والثعلبي ٧/ ٨٨ ب.
(٦) "تنوير المقباس" ص ١٥١.


الصفحة التالية
Icon