ساعدة الهذلي:
أَفَعَنْكِ لاَ بَرْق كَأَنَّ وَميِضَه | غَابٌ تَشَيِّمَه ضِرَامٌ مُثْقَبُ |
وأنشد أبو عبيدة:وَيَلْحَيْنَنِي في اللَّهْو أَلَّا أُحِبَّهُ | وَللَّهْو دَاعٍ دَائِبٌ غير غافل |
ومن الشواهد الشعرية في مسائل بلاغية ما ذكره عند تفسير قوله تعالى:
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥] فذكر من البلاغة فيها: الالتفات وذلك بالرجوع من الغيبة إلى الخطاب حيث جاءت الآية بعد قوله تعالى:
﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة: ٤] وقال: إن هذا نوع من البلاغة، وهو كثير في كلام العرب وذكر أبياتًا شواهد على ذلك فقال:
وقال الأعشى:عِنْدَهُ البِرُّ والتُّقَى وَأَسَا الصَّدْ | عِ وَحَمْلٌ لمُضْلِع الأثَقْالِ |
وَوَفَاءٌ إذَا أَجرتَ فَمَا غَرَّ | تْ حِبَالٌ وَصَلْتَها بِحِبَالِ |
وأنشد أبو عبيدة:يَا لهْفَ نَفْسِي كَانَ جِدَّةُ خَالِد | وَبَيَاضُ وَجْهِكَ للِتُّرَابِ الأَعْفَرِ |
وقال كثير:أَسيِئِي بِنَا أَوْ أَحْسِنِي لاَ مَلُومَةٌ | لَدَيْنَا وَلَا مَقْلِيَّةٌ إِنْ تَقَلَّتِ" |
وعند تفسير قوله تعالى:
﴿فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ﴾ [البقرة: ١٦] ذكر المجاز فيها وقال: إن هذا كثير في كلام العرب ثم قال: ".. وقال جرير:
وَأَعْوَرَ مِنْ نَبْهَانَ أَمَّا نَهَارُهُ | فَأَعْمَى وَأَمَّا لَيْلُهُ فَبَصِيرُ |
فأضاف العمى والإبصار إلى الليل والنهار ومراده بهما الموصوف من نبهان".