١١ - قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ قال مقاتل: الله بدأ خلق الناس فخلقهم أولاً، ثم يعيدهم بعد الموت أحياءً كما كانوا ﴿ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ فيجزيهم بأعمالهم في الآخرة (١).
وقرئ (تُرْجَعُونَ) بالياء والتاء (٢)؛ فمن قرأ بالياء فلأن المتقدم ذكرُه غيبة؛ وهو قوله: (يَبْدَؤُا الخَلْقَ) والخلق هم: المخلوقون في المعنى، وجاء قوله: (ثُمَّ يُعِيدُهُ) على لفظ الخلق، وقوله: (تُرْجَعُونَ) على المعنى، ولم يرجع على لفظ الواحد كما كان ﴿يُعِيدُهُ﴾ كذلك. ووجه التاء أنه صار من الغيبة إلى الخطاب، ونظيره: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: ٢] ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة: ٥] (٣).
١٢ - قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ قال مقاتل: ييأس. وهو قول الكلبي وقتادة (٤).

= أن المراد: الخَلَّة، بفتح الخاء، جمع: خِلال، بكسرها، والمراد بها: الخَصلة. "تهذيب اللغة" ٦/ ٥٦٩ (خلّ)، فيكون المعنى: الخصلة السوأى، أو الخصال السوأى. والله أعلم.
(١) "تفسير مقاتل" ٧٧ ب.
(٢) قرأ أبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر ﴿يُرْجَعُونَ﴾ بالياء، وقرأ أبو عمرو في رواية عنه: ﴿تُرْجَعُونَ﴾ بالتاء، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: ﴿تُرْجَعُونَ﴾ بالتاء. "السبعة في القراءات" ص ٥٠٦، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤٤٤، و"إعراب القراءات السبع وعللَّها" ٢/ ١٩٤، و"النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣٤٤.
(٣) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤٤٤، بنصه.
(٤) "تفسير مقاتل" ٧٧ ب وذكره السيوطي عن ابن عباس، وعزاه لابن أبي حاتم. "الدر المنثور" ٦/ ٤٨٥. وهو قول الفراء، قال: ييأسون من كل خير. "معاني القرآن" ٢/ ٣٢٢. وكذا أبو عبيدة، في "المجاز" ٢/ ١٢٠. وابن جرير ٢١/ ٢٦.


الصفحة التالية
Icon