يعني مرقى ومصعدًا. قال أبو إسحاق: المعنى: وجعلنا معارج من فضة (١) (و) كذلك:
٣٤ - ﴿وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا﴾ أي أبوابًا من فضة (و) كذلك ﴿وَسُرُرًا﴾ من فضة، والمعنى لولا (٢) تميل بهم الدنيا فيصير الخلق كفارًا لأعطى الله الكافر في الدنيا غاية ما يتمنى فيها لقلتها عنده، ولكنه -عز وجل- لم يفعل ذلك لعلمه بأن الغالب على الخلق حب العاجلة.
قال الأخفش: واحد المعارج معراج، ولو شئت قلت في جمعه المعاريج (٣) وإن شئت جعلت الواحد معراجًا بفتح وكسر، كما تقول: مَرقاة ومِرْقاة. قال: وقوله: ﴿يَظْهَرُونَ﴾، يقول: قد ظهر على البيت يظهر، ويظهر ظهورًا وظهورًا، إذا علاه، وظهرت على السطح، إذا صرت عليه، ومنه قوله تعالى: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [الفتح: ٢٨] معناه: ليُعْليه، وأظهر الله المسلمين على الكافرين أي: أعلاهم [عليه] (٤)، وأظهر على الشيء المسروق، إذا أطلع عليه (٥).
﴿وَسُرُرًا﴾ هو السرير، والعدد أسرة، والجميع السرر.
انظر: "ديوانه" ٦٨، ٧٣. وقد ذكره ابن قتيبة في "غريب الحديث" ١/ ١٢٧، "اللسان" (ظهر) ٤/ ٥٢٩.
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤١١.
(٢) كذا في الأصل، ولعله سقط لفظ: (أن).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٨٨.
(٤) كذا في الأصل، ولعل الصواب (عليهم).
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" (ظهر) ٦/ ٢٤٨، "الصحاح" (ظهر) ٢/ ٧٣٢.