ولو قال: إن ذلك تفسير للقرآن لكفر به" (١).
قال الذهبي بعد هذا: صدق والله (٢). وقال في موضع آخر: الواحدي معذور مأجور (٣).
إن هذه التهمة الموجهة لأبي الحسن الواحدي إن كانت بسبب كلمته تلك فما أصاب من أتهمه، ولقد عاد نقده عليه، وحارت التهمة إليه، فهذا الذهبي يعد تلك الكلمة منقبة للواحدي فيقول: "وقد قال الواحدي كلمة تدل على حسن نقيته".
وذلك أن جماعة من الأئمة انتقدوا أبا عبد الرحمن السلمي في كتابه هذا، وبينوا غلطه فيما فعل، وحذروا من كتابه ومنهجه.
فهذا ابن الجوزي يقول: وقد جمع أبو عبد الرحمن السلمي في تفسير القرآن من كلامهم -أي الصوفية- الذي أكثره هذيان لا يحل نحو مجلدين سماها: حقائق التفسير.. ، ثم ذكر ابن الجوزي أمثلة مما جاء في الكتاب منها: ".. قالوا: إنما سميت فاتحة الكتاب لأنها أوائل ما فاتحناك به من خطابنا، فإن تأدبت بذلك وإلا حُرمت لطائف ما بعد... "، "وقال في قوله: ﴿وَإِن يَأتُوكُم أُسَرَى﴾ [البقرة: ٨٥]. "قال أبو عثمان: غرقى في الذنوب،
(١) "تاريخ الإسلام" ٣١/ ٢٦٠. وينظر "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٣٤٢، و"طبقات الشافعية" ٥/ ٢٤١.
(٢) "تاريخ الإسلام" ٣١/ ٢٦٠.
(٣) "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٣٤٢.