يصرح بكتابه الذي أخذ عنه، لكن نجد جميع الأقوال التي نقلها عنه موجودة في "البسيط" مما يدل على أنه أخذها عنه.
من أمثلة ذلك في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٠٣] ذكر السمين الأقوال في وزن "لمثوبة" ومنه قوله:... وقد جاءت مصادر على مفعول كالمعقول فهي مصدر، نقل ذلك الواحدي (١).
وفي سورة المائدة في تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾ [المائدة: ٥٩] تكلم السمين عن موقع جملة ﴿وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ﴾ وذكر أوجه الإعراب المحتملة فيها... ومما قاله: ونقل الواحدي عن بعضهم أن ذلك من باب المقابلة والازدواج، يعني أنه لما نقم اليهود عليهم الإيمان بجميع الرسل وهو مما لا ينقم، ذكر في مقابلته فسقهم وهو مما ينقم... ، وذكر أقوالا كثيرة ثم قال: "وهذا هو مجموع ما أجاب به الزمخشري والواحدي" (٢)، وفي موضع آخر قال:... ويدل على ذلك ما نقله الواحدي عن صاحب "النظم"... (٣).
وفي تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ الآية [المائدة: ٦٧] قال السمين:.. وقال الواحدي: أي: إن يترك إبلاغ البعض كان كمن لم يبلغ، لأن تركه البعض
(٢) "الدر المصون" ٤/ ٣٢٠، انظر "البسيط" ٢/ ل ٦٣ "نسخة جستربتي".
(٣) "الدر المصون" ٤/ ٣٢١، انظر "البسيط" ٢/ ل ٦٣ "نسخة جستربتي".