تفسير سورة العصر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.سورة العصر سورة مكية، ذكر الله عز وجل، فيها أنه خلق الخلق لعبادته وإقامة شرعه، والإنسان في هذه الدنيا بين أمرين؛ إما بالقيام بما أمر الله عز وجل به فقد أفلح ونجا، وإما التمرد والعصيان ومخالفة أمره، سبحانه فقد خاب وخسر قال تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ أقسم الله تعالى بالعصر والعصر قيل: إن المراد به آخر النهار؛ لأن آخر النهار أفضله، وقيل: إن العصر هو الدهر لما فيه من الصبر من جهة مرور الليل والنهار على التقدير وتعاقب الظلام والضياء، وما في ذلك من استقامة الحياة ومصالح الأحياء فإن ذلك دلالة بينة على الصانع، عز وجل وعلى توحيده؛ على أن جنس الإنسان في خسارة ونقصان إلا من اتصف بالأوصاف الأربعة وهي الإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والاعتصام بالصبر، وهي أسس الفضيلة، وأساس الدين، ولهذا قال الإمام الشافعي: لو لم ينزل الله سوى هذه السورة لكفت الناس، قال تعالى:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ﴾ أي: كل إنسان.
﴿لَفِي خُسْرٍ﴾ لفي هلاك؛ فكأن الإنسان منغمس في الخسر، والخسران محيط به من كل جانب.