" سورة أم القرآن"
مسألة:
إنفرد الحافظ عن خلاد بإشمام الصاد الزاي (١) في قوله تعالى: ﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (٢) في هذه السورة خاصة وهي قراءته على أبي الفتح، ونقل عنه الشيخ والإِمام بصاد خالصة في هذا وفي جميع القرآن (٣) وكذلك قرأة الحافظ على أبي الحسن.

(١) وكفيفية الإشمام هنا أن تخلط صوت الصاد بصوت الزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر، فيتولد منهما حرف فرعي ليس بصاد ولا بزاي، ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي. ولا يعرف ذلك إلا بالتلقى من أفواه المشايخ.
انظر: سراج القارئ ص ٣١.
(٢) الآية (٦) من سورة الفاتحة - ١.
(٣) اعلم أن الخلاف عن خلاد في هذا الحرف على أربع طرق:
الأولى: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط وهو الذي له في الشاطبية كأصلها، وبه قرأ له الداني على أبي الفتح فارس وصاحب التبريد علي عبد الباقي وهي رواية محمد بن يحيى الخنيسي عن الخلاد.
الثانية: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط. وهو الذي قطع له به صاحب العنوان والطرسوسي من طريق ابن شاذان عنه، وصاحب المستنير من طريق ابن البختري عن الوزان عنه.
الثالثة: الإشمام في المعروف باللام خاصة هنا وفي جميع القرآن وهو الذى قطع له به أبو علي في الروضة وفاقا لجمهور العراقيين.
الرابعة: عدم الإشمام في الجميع. هو الذى له في التبصرة والكافي والتلخيص والهداية والتذكرة وفاقا لجمهور المغاربة، وبه قرأ له الداني على أبي الحسن.
انظر: النشر ج ١ ص ٢٧٢ والمهذب ص ٤٥.


الصفحة التالية
Icon