وقرأ (١) الحِرْمِيَّان وابنُ عامر وحفص ﴿لَرَءُوفٌ﴾ مهموزًا على وزن فَعُول بالمد، حيث وقع في القرآن. قال الشاعر:
نُطِيْعَ رَسُوَلَنَا وَنُطِيْعُ رَبًّا | هُوَ الرَّحْمَنُ كَانَ بِنَا رَؤُوْفَا |
١٤٤ - ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ قال القرطبي في "تفسيره": قال العلماء: هذه الآية مقدمة في النزول على قوله: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ﴾ و ﴿قد﴾ هنا للتحقيق، أو للتكثير؛ أي: حقًّا نرى تحول وجهك إلى السماء، وتردد نظرك في السماء طالبًا قبلة غير التي أنت مستقبلها، أو كثيرًا نرى تصرف نظرك في جهة السماء انتظارًا وتطلعًا للوحي؛ وذلك أن رسول الله - ﷺ - كان يترجى من ربه أن يحوله إلى الكعبة؛ لأنها قبلة إبراهيم أبيه، وأَدْعَى للعرب إلى الإيمان؛ لأنها مفخرة لهم، ولمخالفة اليهود، فكان ينتظر نزول جبريل بالوحي بالتحويل، وذلك يدل على كمال أدبه حيث انتظر ولم يسأل ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾؛ أي: فلَنحولنك في الصلاة إلى قِبْلةٍ تحبها وتهواها لأغراضك الصحيحة التي أضمرتها في قلبك ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ﴾؛ أي: فاصرف جملة بدنك ﴿شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾؛ أي: تلقاء الكعبة، وفي حرف (٣) عبد الله شذوذًا: ﴿فول وجهك تلقاء المسجد الحرام﴾؛ أي: استقبل عينها بصدرك في الصلاة إن كنت قريبًا، واستقبل جهتها
(١) البحر المحيط.
(٢) الخازن.
(٣) حرف: قراءة.
(٢) الخازن.
(٣) حرف: قراءة.