موصول بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة بمعنى فريق، في محل الرفع مبتدأ مؤخّر.
﴿يَقُولُ﴾ فعل مضارع وفاعله مستتر، يعود على من، وجملة يقول صلة من الموصولة، لا محلّ لها من الإعراب، إن قلنا: ﴿مِنَ﴾ موصولة، تقديره: والذي يقول آمنا بالله كائن من الناس. أو في محل الرفع صفة لمن، إن قلنا: ﴿مِنَ﴾ نكرة موصوفة، تقديره: وفريق يقول آمنا بالله كائن من الناس. والعائد أو الرابط الضمير المستتر في ﴿يَقُولُ﴾. وردّه (١) أبو السعود فقال: أمّا جعل الظرف خبرا مقدما، كما هو الشائع في الاستعمال، فيأباه جزالة معنى القرآن؛ لأنّ كون القائل: آمنا بالله من الناس ظاهر معلوم، فالإخبار به عار عن الفائدة، والحقّ أن يقال في إعرابه: ﴿مِنَ﴾ اسم بمعنى: بعض في محل الرفع مبتدأ، مبني بسكون مقدر؛ لشبهها بالحرف شبها وضعيا، و ﴿مِنَ﴾ مضاف. ﴿النَّاسِ﴾ مضاف إليه مجرور بها. ﴿مَنْ يَقُولُ﴾ من اسم موصول، أو موصوف في محل الرفع خبر المبتدأ، ولكن المقصود بالإخبار الصلة لا الموصول، والمعنى: وبعض الناس يقول آمنا بالله وباليوم الآخر الخ. والجملة الإسمية على كلا التقديرين مستأنفة استئنافا نحويا، لا محل لها من الإعراب. ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ مقول محكيّ ليقول، لأنّ مرادنا لفظه لا معناه، والمقول منصوب بالقول، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الأخير، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. وإن شئت قلت: ﴿آمَنَّا﴾ فعل وفاعل، وحدّ الفعل آمن، آمن فعل ماض مبني بفتحة ظاهرة على النون المدغمة في نون نا. ﴿نا﴾ ضمير لجماعة المتكلمين في محل الرفع فاعل. ﴿بِاللَّهِ﴾ جار ومجرور متعلّق بآمنا، والجملة الفعلية في محل النصب مقول ليقول. ﴿وَبِالْيَوْمِ﴾ جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور قبله.
﴿الْآخِرِ﴾ صفة لليوم. ﴿وَما﴾ الواو حالية. ﴿ما﴾ نافية حجازية، تعمل عمل ليس.
﴿هُمْ﴾ ضمير منفصل لجماعة الغائبين في محل الرفع اسمها. ﴿بِمُؤْمِنِينَ﴾ الباء حرف جرّ زائد للتوكيد؛ لأنّه ليس في القرآن حرف زائد خال عن الفائدة.
﴿مؤمنين﴾ خبر ما الحجازية، منصوب وعلامة نصبة الباء المقدرة، منع من

(١) الصاوي والجمل.


الصفحة التالية
Icon