وقرأ الجمهور (١): ﴿وَأَيَّدَهُ﴾ بتشديد الياء ومجاهد ﴿وأيده﴾ بالتخفيف وقرأ (٢) الأعمش ويعقوب: ﴿وكلمة الله﴾ بالنصب حملًا على جعل؛ أي: وجعل كلمة الله وقرأ الباقون بالرفع على الاستئناف، وقد ضعف قراءة النصب الفراء وأبو حاتم وقال أبو حيان وقراءة الجمهور بالرفع أثبت في الأخبار وعن أنس رأيت في مصحف أبيٍّ ﴿وجعل كلمته هي العليا﴾ انتهى.
﴿وَاللهُ﴾ سبحانه وتعالى ﴿عَزِيزٌ﴾؛ أي: غالب على أمره قاهر على أعدائه ﴿حَكِيمٌ﴾ فيما دبره لخلقه إذ يضع الأشياء في مواضعها وقد نصر رسوله بعزته وأظهر دينه على الأديان كلها بحكمته، وأذل من ناوأه من المشركين.
٤١ - ﴿انفِرُوا﴾، أي: اخرجوا أيها المؤمنون مع نبيكم إلى غزوة تبوك حالة كونكم ﴿خِفَافًا﴾ في الخروج لنشاطكم له ﴿و﴾ حالة كونكم ﴿ثقالا﴾ عنه لمشقته عليكم، وقيل: منفردين ومجتمعين، وقيل: فقراء وأغنياء وقيل: شبابًا وشيوخًا، وقيل: رجالًا وفرسانًا، وقيل: ذوي عيال وغير ذوي عيال، وقيل: ذوي أشغال وغير ذوي أشغال، وقيل: أصحاء ومرضى، وقيل: عزابًا ومتأهلين، وقيل غير ذلك.
وقيل (٣): وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى﴾، وقيل: الناسخ لها قوله: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ﴾ الآية، وقيل: هي محكمة وليست بمنسوخة، ويكون إخراج الأعمى والأعرج بقوله: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ﴾ وإخراج الضعيف والمريض بقوله: ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى﴾ من باب التخصيص، لا من باب النسخ، على فرض دخول هؤلاء تحت قوله: ﴿خِفَافًا وَثِقَالًا﴾، والظاهر عدم دخولهم تحت العموم.
والصحيح (٤): القول الأول وأنها منسوخة، ولأن الجهاد من فروض

(١) البحر المحيط.
(٢) الشوكاني.
(٣) الشوكاني.
(٤) الخازن.


الصفحة التالية
Icon