سورة الرعد
سورة الرعد مكية (١) إلا آيتين فهما مدنيتان، وهما قوله تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ﴾ الآية، وقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ إلى ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾. وقيل: مدنية سوى قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ﴾ الآيتين.
وآياتها ثلاث - أو خمس - وأربعون آية، وكلماتها ثمان مئة وخمس وخمسون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وخمس مئة وستة أحرف. وسميت بالرعد؛ لذكره فيها.
فضلها: ومن فضائلها أن قراءتها عند المحتضر تسهل خروج الروح.
وقد أخرج (٢) ابن أبي شيبة والمروزي في "الجنائز" عن جابر بن زيد قال: كان يُستحب إذا حضر الميت أن يقرأ عنده سورة الرعد؛ فإن ذلك يخفف عن الميت، وإنه أهون لقبضه، وأيسر لشأنه.
المناسبة: ومناسبةُ هذه السورة لما قبلها من وجوه (٣):
١ - أنه سبحانه وتعالى أجمل في السورة السابقة الآيات السماوية والأرضية في قوله: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (١٠٥)﴾، ثم فصلها هنا أتم تفصيل في مواضع منها.
٢ - أنه أشار في سورة يوسف إلى أدلة التوحيد بقوله: ﴿أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾، ثم فصل الأدلة هنا بإسهاب لم يذكر في سالفتها.
(٢) الشوكاني.
(٣) المراغي.