﴿فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ وزاد يستعمل لازما ومتعديا لاثنين، ثانيهما غير الأول، كأعطى وكسا، فيجوز حذف مفعوليه وأحدهما اختصارا واقتصارا، فالأول حذف لدليل والثاني حذف بلا دليل، تقول: زاد المال فهو لازم، وزدت زيدا خيرا، ومنه: ﴿وَزِدْناهُمْ هُدىً﴾، ﴿فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ وزدت زيدا ولا تذكر ما زدته، وزدت مالا ولا تذكر من زدته، وألف زاد منقلبة عن ياء لقولهم: يزيد.
اه. «سمين». وأصل زاد زيد بوزن فعل بفتح العين، يفعل بكسرها يائي العين، نظير باع يبيع، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا.
﴿عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ من ألم من باب طرب، فهو أليم، كوجع فهو وجيع؛ أي متألم ومتوجع. ﴿بِما كانُوا يَكْذِبُونَ﴾ الباء سببية، وما يجوز أن تكون مصدرية؛ أي: بكونهم يكذبون، وهذا على القول: بأن كان لها مصدر، وهو الصحيح عند بعضهم للتصريح به في قول الشاعر:
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى | وكونك إيّاه عليك يسير |
﴿وَإِذا قِيلَ لَهُمْ﴾ ﴿قِيلَ﴾ فعل ماض مبني للمجهول واوي العين، أصله: قول استثقلت الكسرة على الواو، والانتقال من ضمّ إلى كسر، فحذفت حركة الفاء التي هي القاف، ونقلت إليها حركة العين التي هي الواو، فسكنت الواو إثر كسرة، فقلبت ياء حرف مدّ، وهكذا كلّ فعل من هذا النوع معتل العين بني للمجهول. ﴿قالُوا﴾ أصله: قولوا، تحركت الواو وفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، فصار: قالوا.
﴿لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ﴾ والفساد: خروج الشيء عن حال استقامته،