عشر شهرًا من ذلك التاريخ (١). معطوف على ﴿لَيَسْتَفِزُّونَكَ﴾؛ أي: لا يبقون بعد إخراجك إلا زمنًا قليلًا ثم عوقبوا عقوبة تستأصلهم جميعًا.
وقال أبو حيان (٢): ﴿لَا يَلْبَثُونَ﴾ جواب قسم محذوف؛ أي: والله إن استفزوك فخرجت لا يلبثون، ولذلك لم تعمل إذًا لأنها توسطت بين قسم مقدر والفعل، فلا يلبثون ليست منصبة عليه من جهة الإعراب، ويحتمل أن تكون ﴿لَا يَلْبَثُونَ﴾ خبرًا لمبتدأ محذوف، يدل عليه المعنى تقديره: وهم إذًا لا يلبثون، فوقعت إذًا بين المبتدأ وخبره، فألغيت اهـ. وقرأ (٣) عطاء ابن أبي رباح ﴿لا يلبثون﴾ بضم الياء وفتح اللام، والباء مشددة، وقرأ يعقوب كذلك إلا أنه كسر الباء، وقرأ أبي ﴿وإذًا لا يلبثوا﴾ بحذف النون أعمل إذًا فنصب بها على قول الجمهور، وبأن مضمرة بعدها على قول بعضهم: وكذا هي في مصحف عبد الله محذوف النون، وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، ﴿خلفك﴾ بمعنى بعدك، وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم ﴿خِلافَك﴾ قال الأخفش: ﴿خِلافَكَ﴾ في معنى خلفك وبعدك، وقال ابن الأنباري ﴿خِلافَك﴾ بمعنى مخالفتك، والمعنى عليه على مخالفتك، فسقط حرف الخفض، ومما يدل على أنّ ﴿خِلَاف﴾ بمعنى بعد قول الشاعر:
عَفَتِ الدِّيَار خِلَافَهَا فَكَأَنَّمَا | بَسَطَ الشَّوَاطِبُ بَيْنَهُنَّ حَصِيْرَا |
٧٧ - وقوله: ﴿سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا﴾ منصوب على المصدرية؛ أي: سننّا ذلك الإهلاك سنة كسنّتنا في أقوام من قد أرسلنا ﴿قَبْلَكَ﴾ يا محمد {مَنْ
(٢) البحر المحيط.
(٣) زاد المسير والشوكاني والبحر المحيط.