﴿فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ﴾ ما عنده من الحلي في النار، ومعنى ﴿فَكَذَلِكَ﴾ أي: مثل (١) قذفنا إياها ألقى السامري ما كان معه في النار، أراهم أنه يُلقي حليًا في يده مثل ما ألقوا، وإنما ألقى التربة التي أخذها من موطىء حيزوم - فرس جبريل عليه السلام - أوحى إليه وليه الشيطان أنها إذا خالطت مواتًا صار حيوانًا
٨٨ - ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ﴾؛ أي: للقائلين، السامريُّ من الحفيرة ﴿عِجْلًا﴾ أي: تبيعًا خلقه الله تعالى من الحلي، التى سبكتها النار، والعجل: ولد البقرة ﴿جَسَدًا﴾ بدل من عجلًا؛ أي: جثةً ذا دم ولحم وعظم، أو جسدًا من ذهب لا روح له، ولا امتناع في ظهور الخارق على يد الضال ﴿لَهُ﴾؛ أي: لذلك العجهل ﴿خُوَارٌ﴾؛ أي: صياح نعت ﴿عِجْلًا﴾ يقال: خار العجل يخور خوارًا: إذا صاح؛ أي: له صوت العجاجيل، فسجدوا له، وقيل: خواره كان بالريح؛ لأنه كان عمل فيه خروقاً، فإذا دخلت الريح في جوفه.. خار، ولم يكن فيه حياة ﴿فَقَالُوا﴾؛ أي: قال السامري ومن وافقه أول ما رأوا لمن توقف من بني إسرائيل ﴿هَذَا﴾ العجل ﴿إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ﴾؛ أي: فضَّل (٢) موسى وأخطأ، ولم يعلم مكان إلهه هذا، وذهب يطلبه في الطور، وقيل: المعنى: فنسي موسى أن يذكر لكم أن هذا إلهه وإلهكم، وقيل: الناسى السامري؛ أي: ترك السامري ما أمر به موسى من الإيمان وضل، كذا قال ابن الأعرابي، وقيل: فنسي السامري أن العجل لا يرجع إليهم قولًا، ولا يملك لهم ضرًا ولا نفعًا.
٨٩ - (الهمزة) في قوله: ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ﴾ للاستفهام التوبيخي: داخلة على محذوف معلوم من السياق (الفاء) عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير: ألا يتفكرون فلا يرون ﴿أَنْ﴾ مخففة من الثقيلة؛ أي: أنه ﴿لا يرجع﴾ العجل ﴿إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ ولا كلامًا ولا جوابًا؛ أي: ألا يتفكر السامري وأصحابه، فلا يعلمون أن العجل لا يرجع إليهم قولًا من الأقوال، وقرأ الجمهور: برفع ﴿يَرْجِعُ﴾ وقرأ أبو حيوة ﴿أن لا يرجع﴾ بنصب العين، ووافقه على ذلك الزعفراني، وابن صبيح، وأبان،
(٢) الشوكاني.