فعلى العاقل (١) أن يتدارك حاله، ويصلح أعماله، قبل أن تنفد الأنفاس، وينهدم الأساس. وقيل شعرًا:
أَلاَ إِنَّمَا الدُّنْيَا كَظِلِّ سَحَابَةٍ | أَظَلَّتْكَ يَوْمًا ثُمَّ عَنْكَ اضْمَحَلَّتِ |
فَلاَ تَكُ فَرْحَانًا بِهَا حِيْنَ أَقْبَلَتْ | وَلاَ تَكُ جَزْعَانَاَ بِهَا حِيْنَ وَلَّتِ |
السِّبَاقَ السِّبَاقَ قَوْلًا وَفِعْلًا | حَذِّرِ النَّفْسَ حَسْرَةَ الْمَسْبُوْقِ |
١١٥ - ثم زاد فى توبيخهم على تماديهم فى الغفلة، وتركهم النظر الصحيح، فيما يرشد إلى حقية البعث والقيامة، فقال: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا﴾ الهمزة (٢): فيه للاستفهام الإنكاري، المضمن للتوبيخ، داخله على محذوف، و ﴿الفاء﴾: عاطفة على ذلك المحذوف. والحِسبان بالكسر الظن. وعبثًا حال من نون العظمة، بمعنى عابثين، وهو ما ليس لفاعله غرض صحيح، أو ارتكاب أمر غير معلوم الفائدة. والتقدير: أغفلتم وظننتم من فرط غفلتكم، أنا خلقناكم بغير حكمة، ولا ثواب ولا عقاب. ﴿وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ عطف على إنما
(١) روح البيان.
(٢) روح البيان.
(٢) روح البيان.