الإعراب. ﴿مَشَوْا﴾ فعل وفاعل. ﴿فِيهِ﴾ متعلق بمشوا، والجملة الفعلية جواب كلما لا محل لها من الإعراب، وجملة كلما من فعل شرطها وجوابها مستأنفة استئنافا بيانيا لا محل لها من الإعراب، كأنّه قيل: ما يفعلون في حالتي خفوق البرق وخفيته؟ فأجاب بذلك. وهذا أصحّ ما قيل في إعراب كلّما، كما في كتب النحاة، كما بسطناه في تفسيرنا «عمدة التفاسير والمعربين». ﴿وَإِذا﴾ إذا ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه. ﴿أَظْلَمَ﴾ فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا، تقديره: هو، يعود على البرق، والجملة الفعلية في محل الخفض بإضافة إذا إليها على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب الآتي. ﴿عَلَيْهِمْ﴾ متعلّق بأظلم. ﴿قامُوا﴾ فعل وفاعل، والجملة جواب إذا لا محل لها من الإعراب، وجملة إذا معطوفة على جملة كلما على كونها مستأنفة. ﴿وَلَوْ﴾ الواو استئنافية. لَوْ حرف شرط غير جازم. ﴿شاءَ اللَّهُ﴾ فعل وفاعل، ومفعول المشيئة محذوف، تقديره: ذهاب سمعهم وأبصارهم. والجملة الفعلية فعل شرط للو. ﴿لَذَهَبَ﴾ اللام رابطة لجواب لو الشرطية. ﴿ذهب﴾ فعل ماض وفاعل مستتر، يعود على الله. ﴿بِسَمْعِهِمْ﴾ جار ومجرور متعلّق بذهب. ﴿وَأَبْصارِهِمْ﴾ معطوف على سمعهم، وجملة ذهب جواب لو، لا محل لها من الإعراب، وجملة لو الشرطية مستأنفة استئنافا نحويا لا محل لها من الإعراب. ﴿إِنَّ اللَّهَ﴾ ناصب واسمه. ﴿عَلى كُلِّ شَيْءٍ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه، متعلّق بقدير، و ﴿قَدِيرٌ﴾ خبره، وجملة إنّ مستأنفة مسوقة؛ لتعليل ما قبلها. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾ الناس اسم جمع، لا واحد له من لفظه، ومادّته عند سيبويه والفرّاء همزة ونون وسين، وحذفت همزته شذوذا، وأصله: أناس، وقد نطق القرآن بهذا الأصل، قال تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ﴾. وذهب الكسائي إلى أنّ مادّته: نون وواو وسين، مشتق من النوس، وهو الحركة، يقال: ناس ينوس نوسا، والنّوس: تذبذب الشيء في الهواء، ومنه: نوس القرط في الأذن، وسمي أبو نواس بذلك؛ لأنّ ذؤابتين له كانتا تنوسان عند أذنيه، واسمه