سورة الزخرف
سورة الزخرف: قال القرطبي: هي مكية بالإجماع، وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت سورة حم الزخرف بمكة، قال مقاتل: إلا قوله: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا﴾ يعني: فإنها نزلت بالمدينة.
وآياتها (١): تسع وثمانون آية، وكلماتها: ثمان مئة وثلاث وثلاثون كلمة. وحروفها: ثلاثة آلاف وأربع مئة حرف.
التسمية: سميت سورة الزخرف، لما فيها من التمثيل الرائع، لمتاع الدنيا الزائل، وبريقها الخادع، بالزخرف اللامع الذي ينخدع به الكثيرون، مع أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة. ولهذا يعطيها الله تعالى للأبرار والفجار، وينالها الأخيار والأشرار، أما الآخرة فلا يمنحها الله تعالى إلا لعباده المتقين، فالدنيا دار الفناء، والآخرة دار البقاء.
ووجه مناسبتها لما قبلها (٢): أن مفتتح هذه يشاكل مختتم تلك.
والحاصل: أن مناسبة هذه السورة لما قبلها من آل حم من وجهين.
الأول: تشابه مطلع هذه السورة مع مطلع وخاتمة السورة المتقدمة، في وصف القرآن الكريم، وبيان مصدره، وهو الوحي الإلهي.
الثاني: التشابه في إيراد الأدلة، القاطعة على وجود الله عَزَّ وَجَلَّ ووحدانيته، ووصف أحوال الآخرة ومخاوفها، وأهوال النار التي تعرض لها الكفار، ومقارنته بنعيم الجنة، وإعداده للمؤمنين المتقين، انتهى من "التفسير المنير".
(٢) المراغي.