في الكفار، ويجتمعوا على الكفر، ويكونوا في الكفر أمةً واحدة ﴿لَجَعَلْنَا﴾ لحقارة الدنيا، وهوانها عندنا ﴿لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ﴾ لشر الخلائق وأدناهم منزلة، كما قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾. ﴿لِبُيُوتِهِمْ﴾ بدل اشتمال (١) من ﴿لِمَن﴾ أو اللام بمعنى على، وجمع الضمير باعتبار معنى من، كما أن إفراد المستكن في ﴿يَكْفُرُ﴾ باعتبار لفظها، والبيوت جمع بيت، وهو اسم لمبني مسقف، مدخله من جانب واحد، كما سيأتي في مبحث اللغة ﴿سُقُفًا﴾ متخذة ﴿مِنْ فِضَّةٍ﴾ جمع سقف، وهو سماء البيت.
وقرأ الجمهور (٢): ﴿سُقُفًا﴾ بضمتين، كرهن ورهن، قال أبو عبيدة: ولا ثالث لهما، وقرأ أبو رجاء بضم فسكون وهي لغة تميم، وهي أيضًا جمع سقف، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح السين وسكون القاف على الإفراد. وقال الفراء: جمع سقيف كرغيف ورغف وكثيب وكُثُب، وقرىء بفتحتين، كأنه لغة في سقف، وقرىء سقوفًا جمعًا على فعول، نحو: كعب وكعوب، والفضة: جسم ذائب، صابر، منطرق، أبيض رزين، كما سيأتي في مبحث اللغة ﴿وَمَعَارِجَ﴾ معطوف على ﴿سُقُفًا﴾، جمع معرج بفتح الميم وكسرها، بمعنى: السلم، والمعارج: المصاعد، والسلالم، وقرأ الجمهور: ﴿وَمَعَارِجَ﴾ جمع معرج، وطلحة ﴿ومعاريج﴾ جمع معراج، والمعنى: وجعلنا لهم مصاعد ومراقي من فضة، حذف لدلالة الأول عليه. ﴿عَلَيْهَا﴾؛ أي: على المعارج ﴿يَظْهَرُونَ﴾؛ أي: يصعدون إلى العلالي والسطوح
٣٤ - ﴿وَلِبُيُوتِهِمْ﴾؛ أي: وجعلنا لبيوتهم، ولعل تكرير ذكر بيوتهم لزيادة التقرير ﴿أَبْوَابًا﴾ جمع باب، وهو مدخل الشيء ومخرجه؛ أي: مداخل ﴿وَسُرُرًا﴾ جمع سرير، وهو الذي يجلس عليه أو ينام فيه؛ أي: وجعلنا لبيوتهم أبوابًا وسررًا من فضة ﴿عَلَيْهَا﴾؛ أي: على السرر ﴿يَتَّكِئُونَ﴾؛ أي: يعتمدون ويجلسون عليها من الاتكاء، وهو الاعتماد على الشيء والاستناد إليه، وقرأ الجمهور ﴿سُررًا﴾ بضم السين. وقرىء بفتحها، وهي لغة لبعض تميم وبعض كلب، وذلك في جمع فعيل المضعف، إذا كان اسمًا باتفاق، وصفةً نحو: ثوب
(٢) البحر المحيط.