الآية، فقال - ﷺ -: لا أسأل، وقد اكتفيت، ولست بشاكّ فيه، فلم يشك فيه، ولم يسأل، وكان أثبت يقينًا من ذلك.
قال أبو القاسم، المفسر في كتاب "التنزيل" له: إن هذه الآية أنزلت على النبي - ﷺ - ببيت المقدس، ليلة المعراج، فلما أنزلت وسمعها الأنبياء عليهم السلام، أقروا لله تعالى بالوحدانية، وقالوا: بعثنا بالتوحيد، انتهى.
قصة موسى عليه السلام مع فرعون اللعين
٤٦ - ولما أعلم سبحانه نبيه بأنه منتقم له من عدوه، وذكر اتفاق الأنبياء على التوحيد، أتبعه بذكر قصة موسى وفرعون، وبيان ما نزل بفرعون وقومه من النقمة، فقال: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى﴾؛ أي: وعزتي وجلالي، لقد بعثنا موسى بن عمران عليه السلام، حال كونه متلبسًا ﴿بِآيَاتِنَا﴾ ومعجزاتنا التسع الدالة على صحة نبوته ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ اللعين ﴿وَمَلَئِهِ﴾؛ أي: أشراف قومه، والإرسال إلى الأشراف إرسال إلى الأراذل؛ لأنهم تابعون لهم ﴿فَقَالَ﴾ موسى لهم ﴿إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ إليكم فاتبعوني وأطيعوا أمري
٤٧ - ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ﴾ موسى ﴿بِآيَاتِنَا﴾ ليسعدوا وينتهوا وينتفعوا بها، وقوله: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ﴾ مرتب على محذوف، تقديره: فطلبوا منه الآيات الدالة على صدقه، فلما جاءهم إلخ، كما يدل عليه ما في سورة الأعراف من قوله تعالى: ﴿قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا﴾ إلخ. ﴿إِذَا﴾ فجائية رابطة لجواب لما الشرطية ﴿هُمْ مِنْهَا﴾؛ أي: من تلك الآيات ﴿يَضْحَكُونَ﴾ استهزاء بها، ويسخرون منها، ويهزؤون بها؛ أي: فاجؤوا المجيء بها بالضحك، سخرية من غير توقف، ولا تأمل، وإذا هنا حرف فجأة لا ظرف، كما زعمه الزمخشري؛ أي: استهزؤوا بها، وكذبوها أول ما رأوها، ولم يتأملوا فيها، وقالوا: سحر وتخييل ظلمًا وعلوًا.
والمعنى (١): أي فلما جاءهم موسى بالأدلة على صدق قوله، فيما يدعوهم إليه من توحيد الله، وترك عبادة الآلهة، إذا فرعون وقومه يضحكون من تلك