وفي "التأويلات النجمية": يشير إلى ضعف استعداد أهل اليمين بالنسبة إلى المقربين؛ لأنَّ الرمان للدواء لا للتفكه، وتهيئة الدواء في البيت تدل على ضعف مزاج ساكن البيت.
٦٩ - ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٩)﴾ حيث هيَّأ لكم ما به تتلذذون من الفواكه. ومن جملتها هذه النعم التي في جنات النعيم، ومجرد الحكاية لها أثر في نفوس السامعين، وتجذبهم إلى طاعة رب العالمين.
٧٠ - ﴿فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ﴾ وهي صفة أخرى لجنتان كالجملة التي قبلها. والكلام في جمع الضمير كالذي مر فيما مرّ، و ﴿خَيْرَاتٌ﴾ مخففة من خيرات جمع خيّرة. لأنَّ خيرًا الذي بمعنى أخير لا يجمع، فلا يقال فيه: خيرون، ولا خيرات.
أي: في تلك (١) الجنان نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه. روى الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: قلت لرسول الله - ﷺ -: يا رسول الله أخبرني عن قوله تعالى: ﴿خَيْرَاتٌ حِسَانٌ﴾. قال: خيرات الأخلاق، حسان الوجوه. وقال الرازي: في باطنهن الخير، وفي ظاهرهن الحسن. وروي: أن الحور يغنين نحن الخيرات الحسان خلقن لأزواج كرام. وقيل في تفسير الخيرات (٢)؛ أي: لسن بدمرات، الدمر: النتن، ولا بخرات البخر بالتحريك: النتن في الفم، والإبط، وغيرهما. ولا متطلعات من التطلع على كلام من تكلم، ومنه قولهم: عافى الله من لم يتطلع في فمك؛ أي: لم يتعقب كلامك. ولا متشوفات من تشوف من السطح إذا تطاول، ونظر، وأشرف. ولا ذربات جمع ذرية بالكسر: السليطة اللسان من ذرب من باب فرح. ولا سليطات السلط والسليط: الشديد والطويل اللسان. ولا طماحات من طمح بصره كمنع، ارتفع. يقال: طمحت المرأة إذا نشزت. ولا طوافات في الطرق؛ أي: دوارات. حسان جمع حسنة وحسناء، أي: حسان الخلق والخلق. وهن من الحور، وقيل: من المؤمنات الخيرات. ويدل على الأول ما بعد الآية. وفي الحديث: "لو أن المرأة من نساء أهل الجنة.. اطلعت على السموات والأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولعصابتها على رأسها خير من الدنيا وما فيها".

(١) المراغي.
(٢) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon