سورة نوح عليه السلام
سورة نوح عليه السلام مكيّة، نزلت بعد سورة النحل. وأخرج ابن الضريس والنحاس، وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت سورة ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا﴾ بمكة.
وآياتها (١): سبع أو ثمان وعشرون آية. وكلماتها: مئتان وأربع وعشرون كلمة. وحروفها: تسع مئة وتسعة وتسعون حرفًا.
مناسبتها لما قبلها (٢):
١ - أنّه قال في السورة السابقة: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (٤٠) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٤١)﴾ وذكر هنا قصة نوح المشتملة على إغراقهم. إلا من قد آمن، وإبدالهم بمن هو خير منهم، فكأنَّها وقعت موقع الاستدلال على تلك الدعوى.
٢ - تواخي مطلع السورتين في ذكر العذاب الموعود به الكفار.
وقال أبو حيان: مناسبتها لما قبلها (٣): أنه تعالى لما أقسم على أن يبدل خيرًا منهم، وكانوا قد سخروا من المؤمنين، وكذَّبوا بما وعدوا به من العذاب ذكر قصة نوح وقومه معه، وكانوا أشد تمردًا من المشركين، فأخذهم الله أخذ استئصال حتى إنه لم يبق لهم نسلًا على وجه الأرض، وكانوا عباد أصنام كمشركي مكة، فحذَّر تعالى قريشًا أن يصيبهم عذاب يستأصلهم إن لم يؤمنوا.
الناسخ والمنسوخ فيها: وقال محمد بن حزم: سورة نوح كلها محكم، ليس فيها ناسخ ولا منسوخ. وسميت سورة نوح لذكر قصة نوح فيها.
والله أعلم
* * *
(٢) المراغي.
(٣) البحر المحيط.