سورة النبأ
سورة النبأ، وتسمى سورة عمَّ، وسورة المعصرات، وسورة التساؤل، مكية عند الجميع (١)، نزلت بعد سورة المعارج، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة عم يتساءلون بمكة، وأخرج ابن مردويه عن الزبير مثله. وهي أربعون آية، وقيل: إحدى وأربعون آية، وكلماتها مئة وثلاث وسبعون كلمة، وحروفها تسع مئة وسبعون حرفًا.
المناسبة: مناسبتها لما قبلها من وجوه (٢):
١ - اشتمالها على إثبات القدرة على البعث الذي ذكر في السورة السالفة أن الكافرين كذبوا به.
٢ - أن في هذه وما قبلها تأنيبًا وتقريعًا للمكذبين، فهناك قال: ﴿أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (٢٠)﴾، وهنا قال: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦)﴾.
٣ - أن في كل منهما وصف الجمة والنار، وما ينعم به المتقون، ويعذب به المكذبون.
٤ - أن في هذه تفصيل ما أجمل في تلك من يوم الفصل، فهناك قال: ﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (١٤)﴾ وهنا قال: ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (١٧)﴾ إلى آخر السورة.
وقال أبو حيان (٣): مناسبتها لما قبلها ظاهرة لما ذكر في ما قبله ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾ أي: بعد الحديث الذي هو القرآن، وكانوا يتجادلون فيه ويتساءلون عنه.. قال: ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (١)﴾.
الناسخ والمنسوخ فيها: وقال أبو عبد الله محمد بن حزم في "الناسخ والمنسوخ": سورة النبأ محكم كلها، ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.

(١) الشوكاني.
(٢) المراغي.
(٣) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon