موقع المصدر، لا يكاد يستعمل إلا مضافا، فإذا أفرد عن الإضافة، كان اسما علما للتسبيح، لا ينصرف للتعريف والألف والنون في آخره، نحو: قول الأعشى:
أقول لمّا جاءني فخره | سبحان من علقمة الفاخر |
سبحانه ثم سبحانا نعوذ به | وقبلنا سبّح الجوديّ والجمد |
والمعنى: أي (١) لا معلوم عندنا إلا المعلوم الذي علمتناه من المسميات، فلا علم لنا بأسمائها؛ أي: وإنما قلنا لك: ﴿أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها﴾؛ لأنك أعلمتنا أنهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، فقلنا لك ذلك، وأمّا هذه الأسماء، فإنك ما أعلمتنا إياها فكيف نعلمها، ثم أكدوا ما تقدم بقولهم: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ﴾ ضمير فصل لا محل له من الإعراب، أو في محل النصب تأكيد لاسم إن ﴿الْعَلِيمُ﴾ الذي أحاط بعلمه كل الأشياء فلا تخفى عليه خافية، وهذه إشارة إلى تحقيقهم لقوله تعالى: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ﴾. ﴿الْحَكِيمُ﴾ في صنعه، المحكم
(١) العمدة.