سورة العلق
سورة العلق، وتسمى سورة القلم، وسورة اقرأ: مكية بلا خلاف، وهي أول ما نزل من القرآن على الإطلاق، وأخرج ابن مردويه (١) من طرق عن ابن عباس - رضي الله عنهم -: أول ما نزل من القرآن: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن الضريس وابن الأنباري والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في "الحلية" عن أبي موسى الأشعري قال: أول سورة أنزلت على محمد - ﷺ -: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)﴾.
وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي وصححه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إن أول ما نزل من القرآن ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)﴾، ويدل على أن هذه السورة أول ما نزل الحديث الطويل الثابت في البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عائشة، وفيه: فجاءه الحق وهو في غار حراء، فقال له: اقرأ الحديث، وفي الباب أحاديث وآثار كثيرة عن جماعة من الصحابة، وقد ذهب الجمهور إلى أن هذه السورة أول ما نزل من القرآن، وأول ما نزل خمس آيات من أولها إلى قوله: ﴿مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ وفي هذه الأحاديث رد على من قال: أول ما نزل من القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)﴾ كما في حديث جابر المذكور في "صحيح مسلم" وغيره، ويجمع بينه وبين هذه الأحاديث بأن المراد يكون: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١)﴾ أول ما نزل كونه أول ما نزل بعد فترة الوحي نحو ثلاث سنوات، وآياتها: تسع عشرة آية، وكلماتها (٢): اثنتان وتسعون كلمة، وحروفها: مئتان وثمانون حرفًا.
المناسبة: مناسبتها لما قبلها (٣): أنه سبحانه وتعالى ذكر في سورة التين: ﴿خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾، وذكر في هذه السورة: ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢)﴾، والمناسبة ظاهرة بين خلقه من علق، وخلقه في أحسن تقويم، ففي البداية من علق، وفي النهاية في أحسن تقويم، ثم أسفل سافلين إلى أنه تعالى ذكر هنا من أحوال
(٢) الخازن.
(٣) المراغي.