ب ل ي:
بلى جمعها بلوات كنعم، إلا أنها لا يجاب بها إلا نفي نحو:} وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى ﴿[النحل: ٣٨]﴾ لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى ﴿[البقرة: ١١١]. ولو دخل الاستفهام على النفي لم يجب إلا ببلى، وإنه صار إيجابًا كما قدمناه، كقوله:﴾ ألست بربكم قالوا بلى ﴿[الأعراف: ١٧٢]. قال ابن عباسٍ: لو قالوا نعم لكفروا، وابن عباسٍ أخبر بهذه المقالة. وقد تكلمنا على هذه الآية بأشبع من هذا في مكانها وما يليق بها والحمد لله. ونعم: حرف جوابٍ إلا أنها يجاب بها في الإيجاب والنفي لأنها تصديق وتدبر لما يتقدمها، وستأتي في بابها إن شاء الله.
فصل الباء والنون
ب ن ن:
قوله تعالى:﴾ على أن نسوي بنانه {[القيامة: ٤] البنان: الأصابع، سميت بذلك لأن بها إصلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبين بها. يقال: أبن بالمكان يبن أي أقام. ومنه البنة لرائحة التي تبن بما تعلق به. وفي الحديث: "إن للمدينة بنًة"، قال أبو عمروٍ: هي الرائحة الطيبة، قال الأصمعي: هي الرائحة مطلقًا. قلت: إنما خصها أبو عمروٍ بالطيبة لخصوصيًة المادة.
وقال الأشعث لعلي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه: "أحسبك ما عرفتني يا أمير المؤمنين. قال: بلى، وإني لأجد بنة الغزل منك"، قيل: أراد أنه نساج. وواحد البنان بناتة على حد عز وعزة. قال النابغة: [من الكامل]
١٩٥ - بمخضبٍ رخصٍ كأن بنانه | عنم يكاد من اللطافة يعقد |