باب الواو


الواو:
تكون عاطفة، وتنفرد عن أخواتها العواطف بأحكامٍ مذكورةٍ في كتب النحو، وتكون للحال، وعلامتها أن يصلح موضعها "إذا"، نحو: جاء زيد والشمس طالعة.
وتكون حرف جر في القسم، نحو: والله لأقومن، نيابة عن الباء. ولا تجر إلا الظاهر، ولا يظهر معها فعل القسم بخلاف أصلها.
وتكون حرفًا أيضًا نيابًة عن "رب" كقول امرئ القيس: [من الطويل]
١٧٧٣ - وليلٍ كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي
وهل الجر بها أو برب؟ قولان. وتكون استئنافا؛ قالوا: كالواو التي يؤتى بها أول الكلام، وفيه نظر لجواز أن يكون المتكلم بذلك قدر معطوفًا عليه. إذا كانت عاطفًة فلا تقتضي ترتيبًا ولا معية عند الجمهور. وهذه هي أصول الواو، وما ورد ففزع عنها.

فصل الواو والألف


وأ د:
قوله تعالى: ﴿وإذا الموءودة سئلت﴾ [التكوير: ٨] الموءودة في الآية: البنت التي يدفنونها إما دفعًا للعار وإما خشية الفقر كقوله تعالى: ﴿ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ﴾ [الإسراء: ٣١]. قال بعضهم: هو مأخوذ من الوأد، وهو الثقل لأنها إذا دفنت ثقلت بالتراب؛ يقال: وأدت الوالدة ولدها بيدها وأدًا: فعلت به ذلك.
وقيل في قوله تعالى: ﴿ولا يؤوده حفظهما﴾ [البقرة: ٢٥٥] أنه مقلوب من هذا،


الصفحة التالية
Icon