المبحث الثالث عشر الناسخ والمنسوخ
ومن أهم أصول التفسير الناسخ والمنسوخ.
والنسخ في اللغة: الإزالة والنقل يقال: نسخت الشمس الظل أي أزالته ونسخت الكتاب أي نقلته. ومنه قال تعالى: فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكمُ اللَّهُ آياتِهِ [الحج: ٥٢] (١) إِنَّا كنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الجاثية: ٢٩].
واصطلاحا هو: عبارة عن خطاب الشارع المانع من استمرار ما ثبت من حكم خطاب شرعي سابق، ويطلق الناسخ على الله سبحانه ويطلق على الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا كان النسخ بحديثه ويطلق على الآية والحديث فيقال هذه الآية ناسخة وهذا الحديث أيضا (٢).
طريق معرفة النسخ:
النسخ من الأمور التي لا تعرف بالاجتهاد العقلي أو القياس، وإنما طريقه النقل الصحيح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ أن زمان النسخ هو عهد النبوة ونزول الوحي، وبعد انقضاء هذا العهد لا مجال لادعاء النسخ وفي الغالب يذكر الراوي لخبر النسخ تاريخ سماعه فيقول: سمعت هذا عام الفتح، ويكون المنسوخ معلوما بقدمه، أي على هذا التاريخ، أو أن ينقل الراوي الناسخ والمنسوخ معا فيقول رخّص لنا في كذا فمكثنا كذا ثم نهينا عنه وذلك لأن الأحكام الشرعية إذا ثبتت فادعاء النسخ فيها لا يكون إلا بأمر محقق لأن ثبوتها محقق أولا

(١) لسان العرب ١٤/ ١٢١.
(٢) الآمدي: الإحكام في أصول الأحكام ٣/ ١٥٥ بتصرف.


الصفحة التالية
Icon