ومن أهل الكوفة: عاصم بن أبي النّجود الأسديّ رواية أبي بكر بن عيّاش، وحفص ابن سليمان عنه. وحمزة بن حبيب الزّيّات، رواية خلف وخلّاد، عن سليم عنه، والضبي عن رجاله عنه. وعليّ بن حمزة الكسائيّ رواية أبي عمر الدّوري، وأبي الحارث المروزيّ عنه.
ومن أهل البصرة: أبو عمرو بن العلاء المازنيّ، رواية أبي محمد اليزيدي وشجاع ابن أبي نعيم البلخي عنه. ويعقوب بن إسحاق الحضرمي رواية أبي عبد الله رويس وأبي الحسن روح عنه.
وعرّيته من العلل وكثرة الرّوايات، ولم أذكر عنهم فيه كثيرا من أخبارهم وحكاياتهم وسيرهم، إذ قد ذكرت ذلك في المصنفات الكبار، فمن أرادها فليطلبها من تلك يجدها على نهاية الشّرح والبيان إن شاء الله.
وكلّ ما يكثر دوره من حروف القرآن المختلف فيها فلكلّ أصل منه باب في كتابي هذا يشتمل على استيفائه، ولم أعد شيئا منه في مواضعه من السّور بعد ذكره في بابه إلا أحرفا يسيرة لا بدّ من إعادتها خوف الالتباس.
وكلّ حرف مختلف فيه مذكور في ترجمته أسماء الأقل منهم ثم أقول: والباقون بعد ذلك. إلا الياءات المحذوفات والمثبتات والمفتوحات والمسكّنات لم أجعل لها بابا وذكرتها بشرح الاختلاف فيها معدودة في آخر كلّ سورة ليكون أبين في الفهم، وأسهل في الحفظ، وإن أيّد الله سبحانه منه بتوفيق ذكرت ما شرطت من ذلك حسب الطاقة ومبلغ العلم، وفوق كلّ ذي علم عليم.
[باب ذكر القراء الثمانية]
أما قراءة نافع رواية قالون عنه
- قال أبو عليّ-: فإني قرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته على أبي الحسن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبد الحميد السّميساطي «١» بالبصرة في منزله دار ابن حبيب الصّير في أصحاب القماقم سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة. وأخبرني أنّه قرأ على أبي بكر محمد بن عليّ بن محمد بن عبد الرّحيم المؤدب بسميساط سنة عشرين وثلاث مائة، وأخبره أنّه قرأ على أبي عليّ الحسن بن عليّ بن عمران الشّحامي، وأخبره أنّه قرأ على أبي موسى عيسى بن مينا بن وردان قالون، وأخبره أنّه قرأ على أبي نعيم نافع بن عبد الرّحمن بن أبي نعيم القارئ المدني.
وأما رواية ورش عنه
- قال أبو عليّ-: فإني قرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يعقوب بن عليّ العجليّ