تشديدا، لأنّ الغنّة بعض النون، وهذا ما لا خلاف فيه، وقد ذكره أبو طاهر بن أبي هاشم في كتابه «الفصل» «١».
حمزة وحده: يظهر النون عند الميم في قوله: طسم* في سورة الشعراء (١) والقصص (١).
الباقون: بإدغام النون بغنّة في السّورتين جميعا «٢».
وأجمعوا على إخفاء النّون وإبقاء غنّتها عند التّاء من قوله تعالى: طس تِلْكَ في أول سورة النمل (١) وكذلك كلّ حرف أخفيت النون عنده فإنّ الغنّة تكون من النون مظهرة بإجماع منهم.
نافع، وابن عامر، والكسائي، ويعقوب، وأبو بكر عن عاصم: يس وَالْقُرْآنِ (يس ١، ٢) مدغم بغنّة، وكذلك قرأت على اللهبيين عن البزّي عن ابن كثير.
الباقون: بإظهار النون، وكذلك قرأته عن الشّحام عن قالون عن نافع «٣».
ابن عامر، والكسائي، ويعقوب، وورش عن نافع، وأبو بكر عن عاصم: «ن وّ القلم» (القلم ١) بإدغام النّون عند الواو بغنّة، وكذلك قرأت عن اللهبيين عن البزّي عن ابن كثير.
الباقون: بإظهار النون «٤».
باب ذكر إدغام المثلين والمتجانسين إذا التقيا في كلمة أو كلمتين
قال أبو عليّ: كان أبو عمرو رحمه الله يدغم كلّ حرف لقي مثله، أو ما يقاربه من كلمة أخرى، وكانا متحركين ما لم يكن الأول مشدّدا أو منوّنا أو منقوصا إذا آثر إدغام المتحركات مثل قوله تعالى: لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ (البقرة ٢٠)، يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ* (البقرة ٢٨٤ وغيرها) حيث كان. الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا (الأنعام ٦١)، النُّبُوَّةَ ثُمَّ (آل عمران ٧٩)، الْمَلائِكَةُ ظالِمِي* (النساء ٩٧، النحل ٢٨)، الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ (البقرة ٦١)، وَالذَّارِياتِ ذَرْواً (الذاريات ١)، بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ* (النور ٤، ١٣)، وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (العاديات ١)، والسَّيِّئاتِ جَزاءُ (يونس ٢٧)، ثالِثُ ثَلاثَةٍ (المائدة ٧٣)، الْبَناتِ سُبْحانَهُ (النحل ٥٧)، فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (الصافات ٢)، الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (النجم ٥٩)، وَالْحَرْثِ ذلِكَ (آل عمران ١٤)، الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ
(٢) السبعة ٤٧٠، والتيسير ١٦٥، والنشر ٢/ ١٩ من باب الإدغام الصغير.
(٣) السبعة ٥٣٨، والتيسير ١٨٣، والنشر ٢/ ١٧.
(٤) السبعة ٦٤٦، والنشر ٢/ ١٨.