﴿وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ﴾ أَي: وهم لَا يُؤمنُونَ؛ [فِيهَا] إِضْمَار ﴿وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا﴾ مَخَافَة على دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ ﴿وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغيظ﴾ مِمَّا يَجدونَ فِي قُلُوبهم.
قَالَ الله لنَبيه: ﴿قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ﴾ الْآيَة.
﴿إِن تمسسكم حَسَنَة تسؤهم﴾ يَعْنِي بِالْحَسَنَة: النَّصْر ﴿وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَة﴾ نكبة من الْمُشْركين ﴿يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كيدهم شَيْئا﴾ أَي: أَنهم لَا شَوْكَة لَهُم إِلَّا أَذَى بالألسنة. ﴿إِنَّ اللَّهَ بِمَا يعْملُونَ مُحِيط﴾ أَي: يجازيهم بِمَا يعْملُونَ. [آيَة ١٢١ - ١٢٥]
﴿وَإِذ غَدَوْت من أهلك﴾ يَعْنِي: يَوْم أحد ﴿تبوئ﴾ أَي: تنزل ﴿الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾
﴿إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا﴾ قَالَ الْكَلْبِيّ: يَعْنِي: بني حَارِثَة، وَبني سَلمَة، حَيَّيْنِ من الْأَنْصَار، وَكَانُوا هموا أَلا يخرجُوا مَعَ رَسُول الله، فَعَصَمَهُمْ الله وَهُوَ قَوْله: ﴿وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا﴾.


الصفحة التالية
Icon