[آيَة ١٩٥]


﴿إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولي الْأَلْبَاب﴾ [يَعْنِي: أولي الْعُقُول]؛ وهم الْمُؤْمِنُونَ.
﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وعَلى جنُوبهم﴾ تَفْسِير قَتَادَة: قَالَ: هَذِه حالاتك يَا ابْن آدم؛ فاذكر الله وَأَنت قَائِم؛ فَإِن لم تستطع فاذكره وَأَنت جَالس، فَإِن لم تستطع فاذكره وَأَنت على جَنْبك؛ يسرا من الله وتخفيفا. ﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَات وَالْأَرْض رَبنَا﴾ يَقُولُونَ: رَبنَا ﴿مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا﴾ أَي: إِن ذَلِك سيصير بِإِذن الله إِلَى الميعاد ﴿سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَاب النَّار﴾ اصرف عَنَّا عَذَاب النَّار
﴿وَمَا للظالمين﴾ الْمُشْركين ﴿مِنْ أَنْصَارٍ﴾
﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي للْإيمَان﴾ وَهُوَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ﴿أَن آمنُوا بربكم﴾ الْآيَة. قَالَ الْحسن: أَمرهم الله أَن يدعوا بتكفير مَا مضى من الذُّنُوب والسيئات، والعصمة فِيمَا بَقِي.
﴿رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رسلك﴾ أَي: على أَلْسِنَة رسلك؛ وعد الله الْمُؤمنِينَ على أَلْسِنَة رسله أَن يدخلهم الْجنَّة إِذا أطاعوه.
﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بعض﴾ أشرك الله بَين الذّكر وَالْأُنْثَى ﴿فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ﴾ إِلَى قَوْله: ﴿حسن الثَّوَاب﴾ هَذَا للرِّجَال دون النِّسَاء؛ فَسَأَلت عَائِشَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هَل على النِّسَاء جِهَاد؟ قَالَ: نعم، جِهَاد لَا قتال


الصفحة التالية
Icon