بَابُ: ذِكْرِ مَا ادُّعِيَ عَلَيْهِ النَّسْخُ مِنْ سُورَةِ الذَّارِيَاتِ
ذِكْرُ الآيَةِ الأُولَى: قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ ١ الحق ها هنا النصيب، وفيه قولان:
أحدهما: أَنَّهُ مَا يَصِلُونَ بِهِ رَحِمًا، أَوْ يُقْرُونَ بِهِ ضَيْفًا، أَوْ يَحْمِلُونَ بِهِ كَلًّا، أَوْ يُغْنُونَ بِهِ مَحْرُومًا وَلَيْسَ بِالزَّكَاةِ. قَالَهُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا٢.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ الزَّكَاةُ، (قَالَهُ) ٣، قَتَادَةُ وَابْنُ سِيرِينَ٤ وَقَدْ زَعَمَ قَوْمٌ: أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ اقْتَضَتْ وُجُوبَ إِعْطَاءِ السَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ فَذَلِكَ مَنْسُوخٌ بِالزَّكَاةِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا حَثٌّ عَلَى التطوع ولا يتوجه نسخ٥.
٢ ذكره المؤلف في زاد المسير٨/ ٢٥، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور٦/ ١١٣، وعزاه إلى ابن أبي حاتم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما.
٣ هاء الضمير ساقطة من (هـ).
٤ في (هـ) كلمة: (هو) زيادة ولعلها من الناسخ.
٥ قلت: نقل المؤلف دعوى النسخ هنا في مختصر عمدة الراسخ ورقة (١٣)، وفي زاد المسير ٦/ ١١٣ ثم قال: (وهذا لا يصح) وروى إحكام الآية النحاس عن الحسن البصري وإبراهيم النخعي، وهو أيضاً اختيار مكي بن أبي طالب. انظر: الناسخ والمنسوخ ص: ٢٢٥؛ والإيضاح ص: ٣٦٢.