يقولُ هذا العالِمُ الألمانيُّ: "ولكنِّي أخذتُ هذه المسألةَ مِن وجهةِ نظرٍ أخرى، وفكَّرتُ: لماذا لا يكونُ وراءَ هذه القطعةِ مِنَ الخشبِ، والتي سَمَّيتُها فرشاةَ الأسنانِ العربيةَ حقيقةٌ علميةٌ، وتمَنَّيْتَ لو استطعتُ إجراءَ التجارِبِ عليها، ثم سافرَ زميلٌ لي إلى السودانِ، وعادَ، ومعه مجموعةٌ منها، وفوْراً بدأتُ إجراءَ تجارِبي عليها، سَحَقْتُهَا، وبلَّلتُها، ووضعتُ المسحوقَ المبَلَّلَ على مزارعِ الجراثيمِ، فظهرتْ لي المفاجأةُ التي لم أكنْ أتَوَقَّعُها، ظهرتْ على مزارعِ الجراثيمِ الآثارُ نفسُها التي يحقِّقها البنسلين، وهي مادةٌ فعَّالةٌ في قتلِ الجراثيمِ"، هذا ما قالَه العالِمُ الألمانيُّ المتخصِّصُ في علمِ الجراثيمِ والأوبئةِ.
قال ابنُ القيَّم: "وفي السواكِ عدةُ منافعَ؛ يطيِّبُ الفمَ، ويشدُّ اللِّثَةَ، ويقطعُ البلغمَ، ويجلو البصرَ، ويُذهِبُ بالحَفَرِ، ويصحُّ المعدةَ، ويصفِّي الصوتَ، ويعينُ على هضمِ الطعامِ، ويسهِّلُ مجاري الكلامِ، وينشّطُ للقراءةِ، والذِّكرِ، والصلاةِ، ويطردُ النومَ، ويرضِي الربَّ، ويُعجِبُ الملائكةَ، ويُكثِرُ الحسناتِ".
وقال: "وأصلِحُ ما اتُّخِذَ السواكُ مِن خشبِ الأراكِ ونحوِه، ولا ينبغي أنْ يؤخَذَ مِن شجرةٍ مجهولةٍ، فربما كانت سُمّاً، وينبغي القصدُ في استعمالِه، فإنْ بالغَ فيه فربما أذهبَ طلاوةَ الأسنانِ، وصقالتَها، وهيّأها لقبولِ الأبخرةِ المتصاعِدةِ منَ المعدةِ والأوساخِ".
الحيوان
قلب الأم في الكائنات الحية
من آياتِ اللهِ سبحانه وتعالى الدالَّةِ على عظمتِه قلبُ الأمِّ، ليس ذلك القلبَ الماديَّ، المؤلَّفَ من أذينين وبطينين، وشرايين، وأوردةٍ، ولكنه قلبُ النفسِ، العلماءُ يقولون: إنَّ أقوى الدوافعِ في النوعِ البشريِّ دافعُ الأمومةِ، بل إنَّ دافعَ الأمومةِ أقوى الدوافعِ في الكائنات الحيةِ، والشواهدُ على رحمةِ الأمِّ في الكائناتِ الحيةِ لا في البشرِ وحْدَهم أكثرُ من أنْ تُحْصَى.


الصفحة التالية
Icon