حرف مد إذا كانت ساكنة مثل «آسى، آمن، أوتى، اؤتمن، إيمان، ايت بقرآن» وقد ذكر الشاطبي رحمه الله هذا باب في الهمزة المفردة وهو من هذا الباب.

باب الهمزتين من كلمتين


ولما تم الكلام في الهمزتين من كلمة أتبع ذلك سائر أبواب الهمز ورسم الهمزتين من كلمتين أولى بالتقديم مناسبة، ولا يقع ذلك إلا أن تكون الأولى آخر كلمة، والثانية أول الأخرى ويقعان متفقين فتحا وكسرا وضما ومختلفتين بأن تكون الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وعكسه أو مفتوحة والثانية مضمومة وعكسه، أو مضمومة والثانية مكسورة، ولم يقع عكسه في القرآن العظيم فهي ثمانية سيأتي الكلام عليها.
أسقط الأولى في اتّفاق (ز) ن (غ) دا خلفهما (ح) ز وبفتح (ب) ن (هـ) دى
أي في حال اتفاقهما سواء كان بالفتح نحو «جاء أحدهم» أو بالكسر نحو «هؤلاء إن كنتم» أو بالضم نحو «أولياء أولئك» قوله: (خلفهما) أي قنبل ورويس قوله: (حز) من الحوز وهو الملك والتصرف؛ والمعنى أن الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتين فقرأ بإسقاط الأولى منهما أبو عمرو بلا خلاف وقنبل ورويس بخلاف عنهما وهي طريق ابن شنبوذ عن قنبل وأبي الطيب عن رويس، ووافقه في المفتوحتين قالون والبزى وسهلا المكسورتين والمضمومتين كما في البيت بعده.
وسهّلا في الكسر والضّمّ وفي بالسّوء والنّبيء الادغام اصطفى
أي قالون والبزى المتقدم رمزهما آخر البيت السابق سهلا الهمزة الأولى من المتفقتين بالكسر والضم قوله: (بالسوء) يريد قوله تعالى «بالسوء إلا» (١) في يوسف قوله: (والنبيء)، يريد قوله تعالى «للنبي إن، وبيوت النبيء إلا» (٢) في الأحزاب، وقوله «اصطفى»: أي اختير؛ والمعنى أن استثنى لقالون والبزى من المتفقتين بالكسر «بالسوء إلا» و «للنبيء إن» و «بيوت النبيء إلا» فقرأ قالون والبزى «بالسوء» بالإدغام على ما تقتضيه الصناعة فيصير اللفظ بواو مشددة؛ وكذا قالون
(١) سورة يوسف الآية «٥٣».
(٢) سورة الأحزاب الآية «٥٠» الآية «٥٣».


الصفحة التالية
Icon