لمثله كأنه قال المانع: إني خير منه ولا يحسن للفاضل أن يسجد للمفضول فكيف يحسن أن يؤمر به فهو الذي سنّ التكبر وقال: بالحسن والقبح العقليين أوّلاً وعلل الخيرية بقوله تعالى: ﴿خلقتني من نار﴾ فهي أغلب أجزائي وهي مشرقة مضيئة عالية غالبة ﴿وخلقته من طين﴾ أي: هو أغلب أجزائه وهو كدر مظلم سافل مغلوب فكل منهما مركب من العناصر الأربعة فالإضافة إلى ما ذكر باعتبار الجزء الغالب، قال ابن عباس رضي الله عنهما: أوّل من قاس إبليس فأخطأ فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله تعالى مع إبليس، قال ابن سيرين: ما عبدت الشمس إلا بالقياس وإنما أخطأ إبليس لأنه رأى الفضل كله باعتبار العنصر وغفل عما يكون باعتبار الفاعل كما أشار إليه بقوله تعالى: ﴿ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي﴾ (ص، ٧٥)
أي: بغير واسطة وباعتبار الصورة كما نبه عليه تعالى بقوله: ﴿ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين﴾ (الحجر، ٢٩)
وباعتبار الغاية وهي ملاكه ولذلك أمر الملائكة بالسجود لما تبين لهم أنه أعلم منهم وإنّ له خواص ليست لغيره، وقال محمد بن جرير: ظن الخبيث أنّ النار خير من الطين ولم يعلم أنّ المفضل ما جعل الله له الفضل، وقد فضل الله الطين عن النار بوجوه منها: أنّ من جوهر الطين الرزانة والوقار والحلم والصبر وهو الداعي لآدم بعد السعادة التي سبقت له إلى التوبة والتواضع والتضرع فأورثته الاجتباء والمنزلة والهداية، ومن جوهر النار الخفة والطيش والحدّة والارتفاع وهو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والإصرار فأورثته اللعنة والشقاوة ولأنّ الطين سبب جمع الأشياء والنار سبب تفرّقها ولأنّ التراب سبب الحياة لأنّ حياة الأشجار والنبات لا تكون إلا مع الطين والنار سبب الهلاك.
فإن قيل: لم سأله الله تعالى عن المانع من السجود وهو عالم بما منعه؟ أجيب: بأنه للتوبيخ ولإظهار معاندته وكفره وكبره وافتخاره بأصله وازدرائه أصل آدم عليه الصلاة والسلام.
﴿قال﴾ الله تعالى لإبليس ﴿فاهبط منها﴾ أي: من الجنة، وقيل: من السماء إلى الأرض، والهبوط الإنزال والانحدار من فوق على سبيل القهقري والهوان والاستخفاف ﴿فما يكون﴾ أي: فما يصح ﴿لك أن تتكبر فيها﴾ عن أمري لأنّ الجنة أو السماء مكان الخاشع المطيع لأمر الله تعالى وفيه تنبيه على أن التكبر لا يليق بأهل الجنة والسماء وأنه تعالى إنما طرد إبليس لتكبره لا لمجرّد المعصية قال ﷺ كما رواه البيهقيّ: «من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر وضعه الله» وعن عمر رضي الله عنه: من تواضع رفع الله حكمته، ومن تكبر وعلا طوره هضمه الله إلى الأرض ﴿فأخرج﴾ منها ﴿إنك من الصاغرين﴾ أي: الكفرة الأذلاء المهانين والصغار الذل والمهانة، قال الزجاج: استكبر عدوّ الله إبليس فابتلاه الله تعالى بالصغار والذلة، وقيل: كان له ملك الأرض فأخرجه الله منها إلى جزائر البحر الأخضر وعرشه عليه فلا يدخل الأرض إلا خائفاً كهيئة السارق مثل شيخ عليه إطمار رثة يروغ فيها حتى يخرج منها.
﴿قال﴾ إبليس عند ذلك ﴿أنظرني﴾ أي: أخرني ولا تمتني ولا تعجل عقوبتي ﴿إلى يوم يبعثون﴾ أي: الناس وهو النفخة الأخيرة عند قيام الساعة، وهذا من جهالة إبليس الخبيث لأنه سأل ربه الإمهال وقد علم إنه لا سبيل لأحد من الخلق إلى البقاء في الدنيا ولكنه كره أن يذوق الموت فطلب البقاء والخلود
لينا} فبكى يحيى وقال إلهي هذا برك بمن يقول أنا الإله فكيف برك بمن يقول أنت الإله فإن قيل: ما الفائدة في إرسالهما والمبالغة عليهما في الاجتهاد مع علمه تعالى بأنه لا يؤمن؟ أجيب: بأنّ ذلك الإلزام الحجة وقطع المعذرة وإظهار ما حدث في تضاعيف ذلك من الآيات والتذكر للمتحقق والخشية للمتوهم ولذلك قدّم الأوّل أي: إن لم يتحقق صدقكما ولم يتذكر فلا أقل من أن يتوهمه فيخشى. ويروى عن كعب أنه قال: والذي يحلف به كعب إنه لمكتوب في التوراة فقولا له قولاً ليناً وسأقسي قلبه فلا يؤمن ولقد تذكر فرعون وخشي حين لم تنفعه الذكرى والخشية، وذلك حين ألجمه الغرق قال: ﴿آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين﴾ (يونس، ٩٠)
ثم إنّ موسى وهارون.
﴿قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط﴾ أي: يعجل ﴿علينا﴾ بالعقوبة ﴿أو أن يطغى﴾ أي: يتجاوز الحد في الإساءة علينا، فإن قيل: لما تكرّر الأمر من الله تعالى بالذهاب، فعدم الذهاب والتعلل بالخوف هل يدل على معصية؟ أجيب: بأنّ الأمر ليس على الفور فسقط السؤال وهذا من أقوى الدلائل على أنّ الأمر لا يقتضي الفور، فإن قيل: قوله تعالى: قالا ربنا يدل على أنّ المتكلم موسى وهارون ولم يكن هارون هناك حاضراً؟ أجيب: بأنّ الكلام كان مع موسى إلا أنه كان متبوع هارون فجعل الخطاب معه خطاباً مع هارون وكلام هارون على سبيل التقدير في تلك الحالة وإن كان موسى وحده إلا أنه تعالى أضافه إليهما كما في قوله تعالى: ﴿وإذ قتلتم نفساً فادّارأتم فيها﴾ (البقرة، ٧٢)
وقوله: ﴿لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل﴾ (المنافقون، ٨)
روي أنّ القائل عبد الله بن أبيّ وحده، فإن قيل: إنّ موسى عليه السلام قال: ﴿رب اشرح لي صدري﴾ (طه، ٢٥)
فأجابه الله تعالى بقوله: ﴿قد أوتيت سؤلك يا موسى﴾ (طه، ٣٦)
وهذا يدل على أنه تعالى قد شرح صدره ويسر له ذلك الأمر.u
فكيف قال بعده إنا نخاف فإنّ حصول الخوف يمنع من حصول شرح الصدر؟ أجيب: بأنّ شرح الصدر عبارة عن تقويته على ضبط تلك الأوامر والنواهي وحفظ تلك الشرائع على وجه لا يتطرق إليها السهو والتحريف وذلك شيء آخر غير الخوف
﴿قال﴾ الله تعالى لهما ﴿لا تخافا إنني معكما﴾ حافظكما وناصركما ﴿أسمع وأرى﴾ أي: ما يجري بينكما وبينه من قول وفعل، فأفعل ما يوجبه حفظي ونصري، وقال ابن عباس: أسمع دعاءكما فأجيبه وأرى ما يراد بكما فأمنع فلست بغافل عنكما فلا تهتما، وقال القفال: قوله تعالى: ﴿أسمع وأرى﴾ يحتمل أن يكون مقابلاً لقوله تعالى ﴿يفرط علينا أو أن يطغى﴾ ؛ يفرط علينا بأن لا يسمع منا أو أن يطغى بأن يقتلنا، قال تعالى: إنني معكما أسمع كلامكما فأسخره للاستماع منكما، وأرى أفعاله فلا أتركه حتى يفعل بكما ما تكرهانه ثم إنه سبحانه وتعالى أعاد ذلك التكليف فقال:
﴿فأتياه﴾ لأنه سبحانه وتعالى قال في المرّة الأولى: ﴿اذهبا إلى فرعون﴾ (طه، ٤٣)
وفي الثانية قال: ﴿اذهب أنت وأخوك﴾ (طه، ٤٢)
وفي الثالثة قال: ﴿اذهب إلى فرعون﴾ (طه، ٢٤)
وفي الرابعة قال ههنا: فأتياه، فإن قيل: إنه تعالى أمرهما في الثانية بأن يقولا له قولاً ليناً، وههنا أمرهما بقوله تعالى: ﴿فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل﴾ أي: إلى الشام ﴿ولا تعذبهم﴾ أي: خل عنهم من استعمالك إياهم في أشغالك الشاقة كالحفر والبناء وحمل الثقيل وقطع الصخور وكان فرعون يستعملهم في ذلك مع قتل الأولاد وفي هذا تغليظ من وجوه؛
في الجنة حيث شاؤوا وأرادوا، فإن قيل: كيف يتبوأ أحدهم مكان غيره؟ أجيب: بأن لكل واحد منهم جنة لا توصف سعة وزيادة على الحاجة فيتبوأ من جنته حيث شاء ولا يحتاج إلى جنة غيره ولا يشتهي أحد إلا مكانه مع أن في الجنة مقامات معنوية لا يتمانع واردوها ولما كانت بهذا الوصف الجليل تسبب عنه مدحها بقوله: ﴿فنعم﴾ أي: أجرنا هكذا كان الأصل ولكنه قال: ﴿أجر العاملين﴾ ترغيباً في الأعمال وحثاً على عدم الاتكال.
ولما ذكر سبحانه الذين أكرمهم من المتقين وما وصلوا إليه من المقامات أتبعهم أهل الكرامات الذين لا شاغل لهم عن العبادات فقال تعالى صارفاً الخطاب لعلو الخبر إلى أعلى الخلق لأنه لا يقوم بحق هذه الرؤية غيره:
﴿وترى الملائكة﴾ أي: القائمين بجميع ما عليهم من الحقوق وقوله تعالى: ﴿حافين﴾ حال أي: محدقين ﴿من حول العرش﴾ أي: من جوانبه التي يمكن الحفوف بها بالقرب منها يسمع لحفوفهم صوت التسبيح والتحميد والتقديس والاهتزاز خوفاً من ربهم، فإدخال من يفهم مع كثرتهم إلى حد لا يحصيه إلا الله تعالى أنهم لا يملؤون حوله، وهذا أولى من قول البيضاوي: إن من زائدة وقوله تعالى: ﴿يسبحون﴾ حال من ضمير حافين ﴿بحمد ربهم﴾ أي: متلبسين بحمده يقولون سبحان الله وبحمده فهم ذاكرون له بوصفي جلاله وإكرامه تلذذاً به، وفيه إشعار بأن منتهى درجات العليين وأعلى لذائذهم هو الاستغراق في صفات الحق ﴿وقضي بينهم﴾ أي: بين جميع الخلق ﴿بالحق﴾ أي: العدل فيدخل المؤمن الجنة والكافر النار أو بين الملائكة بإقامتهم في منازلهم على حسب تفاضلهم ﴿وقيل﴾ أي: وقال المؤمنون من المقضي بينهم والملائكة وطي ذكرهم لتعيينهم وتعظيمهم ﴿الحمد﴾ أي: الإحاطة بجميع أوصاف الكمال، وعدل بالقول إلى ما هو أحق بهذا المقام فقال ﴿لله﴾ ذي الجلال والإكرام علمنا ذلك في هذا اليوم عين اليقين كما كنا في الدنيا نعلمه علم اليقين.
ولما كان هذا اليوم أحق الأيام بمعرفة شمول الربوبية لاجتماع الخلائق وانفتاح البصائر وسعة الضمائر قال واصفاً له سبحانه بأقرب الصفات إلى الاسم الأعظم ﴿رب العالمين﴾ أي: الذين ابتدأهم أول مرة من العدم، وأقامهم ثانياً بما رباهم به من التدبير، وأعادهم ثالثاً بعد إفنائهم بأكمل قضاء وتقدير وأبقاهم رابعاً لا إلى أخير وقيل: إن الله تعالى ابتدأ ذكر الخلق بالحمد لله في قوله سبحانه: ﴿الحمد لله الذي خلق السموات والأرض﴾ (الأنعام: ١)
وختم بالحمد في آخر الأمر وهو استقرار الفريقين في منازلهم فنبه بذلك على تحميده في بداية كل أمر وخاتمته والله أعلم بمراده وأسرار كتابه، وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري عن النبي ﷺ «من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاءه يوم القيامة وأعطاه الله ثواب الخائفين». حديث موضوع، وقوله عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: «أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر» رواه الترمذي وغيره.
سورة غافر (المؤمن)
مكية قال الحسن: إلا قوله: ﴿وسبح بحمد ربك﴾ لأن الصلوات نزلت بالمدينة، وقد قيل في الحواميم: أنها كلها مكية عن ابن عباس وابن الحنفية، وتسمى: سورة الطول وسورة غافر وهي: خمس وقيل: اثنتان
أنه تعالى ذكرهم أنه قادر على الابتداء، والقادر على الابتداء قادر على الإعادة، فكما أنكروا هذه الدلالة الظاهرة لا جرم قال تعالى في حقهم: ﴿ويل يومئذ للمكذبين﴾ وهذه الآية نظير قوله تعالى: ﴿ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين﴾ (السجدة: ٨)
. وقرأ كل القراء بإدغام القاف في الكاف وإبقاء الصفة ولهم أيضاً إدغام الصفة مع الحذف.
﴿فجعلناه﴾ أي: بما لنا من القدرة والعظمة بالإنزال للماء في الرحم ﴿في قرار﴾ أي: مكان ﴿مكين﴾ أي: حريز وهو الرحم.
﴿إلى قدر معلوم﴾ أي: وهو وقت الولادة، كقوله تعالى: ﴿إن الله عنده علم الساعة﴾ إلى قوله: ﴿ويعلم ما في الأرحام﴾ (لقمان: ٣٤)
﴿فقدرنا﴾ أي: ذلك دون غيرنا ﴿فنعم القادرون﴾ نحن، وقرأ نافع والكسائي بتشديد الدال فيصح على هذه القراءة أن يكون المعنى: فقدّرناه والباقون بالتخفيف، وقال عليّ كرم الله وجهه: ولا يبعد أن يكون المعنى في التخفيف والتشديد واحداً؛ لأنّ العرب تقول: قدر وقدرعليه الموت.
﴿ويل يومئذ﴾ أي: إذ كان ذلك ﴿للمكذبين﴾ أي: بقدرتنا على ذلك أو على الإعادة.
وقوله تعالى: ﴿ألم نجعل﴾ أي: نصير بما شئنا بما لنا من العظمة ﴿الأرض كفاتاً﴾ مصدر كفت بمعنى ضم وعاء ضامّة.
﴿أحياء﴾ أي: على ظهرها في الدور وغيرها ﴿وأمواتاً﴾ أي: في بطنها في القبور وغيرها. وقيل: الأحياء والأموات ترجع إلى الأرض أي: الأرض منقسمة إلى حيّ وهو الذي ينبت، وإلى ميت وهو الذي لا ينبت، وقيل: كفاتاً جمع كافت كصيام وقيام جمع صائم وقائم، وقال الخليل: تقليب الشيء ظهراً لبطن أو بطناً لظهر ويقال انكفت القوم إلى منازلهم، أي: انقلبوا، فمعنى الكفات أنهم يتصرّفون على ظهرها وينقلبون إليها فيدفعون فيها.
﴿وجعلنا﴾ أي: بما لنا من القدرة التامّة ﴿فيها﴾ أي: الأرض ﴿رواسي﴾ أي: جبالاً لولاها لمادت بأهلها، ومن العجائب مراسيها من فوقها خلافاً لمراسي السفن ﴿شامخات﴾ أي: مرتفعات جمع شامخ وهو المرتفع جدّاً، ومنه شمخ بأنفه إذا تكبر، جعل كناية عن ذلك كثنى العطف وصعر الخدّ، كما قال لقمان لابنه: ﴿ولا تصعر خدّك للناس﴾ (لقمان: ١٨)
﴿وأسقيناكم﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿ماء﴾ أي: من الأنهار والعيون والغدران والآبار وغير ذلك ﴿فراتاً﴾ أي: عذباً تشربون منه ودوابكم وتسقون منه زرعكم، وهذه الأمور أعجب من البعث، روي في الأرض من الجنة سيحان وجيحان والنيل والفرات كل من أنهار الجنة.
﴿ويل يومئذ﴾ أي: إذ تقوم الساعة ﴿للمكذبين﴾ أي: بأمثال هذه النعم.
وقوله تعالى: ﴿انطلقوا﴾ على إرادة القول، أي: يقال للمكذبين يوم القيامة: انطلقوا. ﴿إلى ما كنتم به تكذبون﴾ من العذاب يعني: النار فقد شاهدتموها عياناً.
﴿انطلقوا إلى ظل﴾ أي: ظل دخان جهنم لقوله تعالى: ﴿وظل من يحموم﴾ (الواقعة: ٤٣)
. ﴿ذي ثلاث شعب﴾ أي: تشعب لعظمه كما يرى الدخان العظيم يتفرّق ذوائب. وقيل: يخرج لسان من النار فيحيط بالكفار كالسرادق ويتشعب من دخانها ثلاث شعب فتظللهم حتى يفرغ حسابهم والمؤمنون في ظل العرش، وقيل: إن الشعب الثلاث: هي الضريع والزقوم والغسلين؛ لأنها أوصاف النار وقوله تعالى: ﴿لا ظليل﴾ أي: كنين يظلهم من حرّ ذلك اليوم تهكم بهم وردّ لما يوهم لفظ الظل. ﴿ولا يغني﴾ أي: ولا يردّ عنهم شيئاً ﴿من اللهب﴾ أي: لهب النار، فليس كالظل الذي يقي حرّ الشمس، وهذا تهكم بهم وتعريض بأن ظلهم غير ظل المؤمنين. واللهب ما يعلو