أما الواقعتان في "البقرة" المختص بحذفهما صاحب "المنصف فهما: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَاب﴾ ١ ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ﴾ ٢ ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ ٣.
وأما غير الواقعين في "البقرة" الذي اتفق أبو داود والبلنسي على حذفه فنحو: ﴿فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَاب﴾ ٤ ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ﴾ ٥ ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَام﴾ ٦ بالأعراف و ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾ ٧، والعمل عندنا على ما في "المنصف" من الحذف في لفظي "الأسباب" و"الغمام" حيث وقعا.
وقوله: و"المنصف" مبتدأ، و"الأسباب" مفعول لفعل محذوف يدل عليه قوله بعد "نقل"، والتقدير: والمنصف نقل الأسباب، أي: نقل حذف ألفه، وقوله: و "الغمام" عطف على "الأسباب".

١ سورة البقرة: ٢/ ١٦٦.
٢ سورة البقرة: ٢/ ٥٧.
٣ سورة البقرة: ٢/ ٢١٠.
٤ سورة ص: ٣٨/ ١٠.
٥ سورة غافر: ٤٠/ ٣٦-٣٧.
٦ سورة الأعراف: ٧/ ١٦٠.
٧ سورة الفرقان: ٢٥/ ٢٥.

الألف المعانق للام:
ثم قال:
ومع لام ذكره تتبعا... نجل نجاح موضعا فموضعا
كنحو الإصلاح ونحو علام..........................
شرح الناظم من هنا إلى تمام أربعة عشر بيتا في الكلام على الألف المعانق للام، وهو قسمان:
- واقع مع لام مفردة، نحو "السلام"، وواقع بين لامين نحو: "خلال"، وبدأ بالقسم الأول، فأخبر عن ابن نجاح، وهو أبو داود بأنه نقل حذف الألف المصاحب للام، أي: الواقع، بعد لام مفردة، وأنه تتبع ذكره، لفظا بعد لفظ يعني كلا في محله ثم مثله بنحو: "الإصلاح"، ونحو: "علام".


الصفحة التالية
Icon