للشوق ولبعده عن نهج التنزيل قال يحتمل. قوله: (منه كند النعمة (أي كفرها ولم يشكرها، وقوله: بلغة كندة فيه تجنيس وقع اتفاقا، وقوله: لربه متعلق بقوله: لكنود قدم للفاصلة لا للتخصيص، وقوله: جواب القسم على التفاسير، وقوله: وإن الإنسان الخ فالضمير للإنسان والإشارة للمصدر المفهوم من قوله: كنود والعلاوة للمعية هنا وفي موقعها لطف ظاهر. قوله: (يشهد على نفسه) هذا لا ينافي قوله على كنوده لأنه إذا شهد على كنوده فقد شهد على نفسه، وقوله: لظهور أثره باللام والباء فالشهادة مستعارة لظهور آثار كفرانه وعصيانه بلسان حاله، وقوله: إنّ الله فالضمير له تعالى، وقوله: فيكون وعيداً وهو تمثيل أيضا ولقرب المرجع على الثاني جوزوه وإن كان الأوّل أرجح كما أشار إليه بتقديمه وبناء تفسيره عليه لما فيه من اتساق الضمائر وعدم تفكيكها فهو لم يسوّ بينهما كما قيل. قوله: (المال) وقد ورد في القرآن بهذا المعنى كثيرا وخصه بعضهم بالمال الكثير، وقوله تعالى في آية الوصية: ﴿إِن تَرَكَ خَيْرًا﴾ كما مرّ، وقوله: لبخيل تفسير لشديد واللام على هذا في قوله: لحب الخير للتعليل لأنه المناسب حينئذ بخلافه على ما بعده، وقوله: مبالغ فيه المبالغة من! ميغة فعيل فإنها تفيد ذلك. قوله: (بعثر) تقدم تحقيق معنى البعثرة وفي العامل في إذا أوجه قيل إنه يعثر بناء على أنها شرطية غير مضافة وقيل: ما دل عليه خبر أنّ أي إذا بعثر جوزوا، وقال الحوفي: هو يعلم وردّ بأنه لا يراد منه العلم والاعتبار في ذلك الوقت، وإنما يعتبر في الدنيا، ولذا قيل: إنّ المراد إنها على هذا مفعول به لا ظرفية ولا شرطية، وقال أبو حيان: المعنى أفلا يعلم الآن ما له إذا بعثر الخ فمفعول يعلم المحذوف هو العامل، ولا يجوز أن يعمل فيه لخبير لأنّ ما في خبران لا يتقدم عليها. قوله: (وقرئ بحثر وبحث) بالثاء المثلثة فيهما بمعنى استخرج، وقوله: جمع محصلاً الخ لما كان أصل معنى التحصيل إخراج اللب من القشور كإخرأج البرّ من التبن والذهب من المعدن كما قاله الراغب وهو يستلزم إظهار. وجمعه وتمييزه فلذا فسر هنا بكل منها كما أشار إليه المصنف رحمه الله. قوله: (وتخصيصه لأنه الأصل) أي أصل جميع الأعمال ما في القلب والفكر من الإرادة والنية، ولذا كانت الأعمال بالنيات وكان أوّل الفكر آخر العمل فجميع ما عداه تابع له فيدلّ على الجميع صريحاً وكناية والمرأد بها العزائم المصممة. قوله
تعالى: ( ﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ﴾ الخ) بهم متعلق بخبير قدم للفاصلة، وقوله: بما أعلنوا لأنّ الخبير العالم بما بطن ويلزمه العلم بغيره بالطريق الأولى، وقوله: فيجازيهم لأن علمه تعالى كناية عن المجازاة كما مرّ تحقيقه مراراً، وقوله قال: ما التي هي لغير العقلاء فعبر بها في قوله ما في انقبور، ثم قيل بهم: وهم ضمير العقلاء، وقوله: في الحالين لأنهم في القبور أموات فألحقوا بالجمادات، وإن كان لهم حياة ما في وقت مّا لكنه الظاهر المتبادر، وأما في الحشر وبعد البعث فهم عقلاء محاسبون مسؤولون فلذا عبر بضمير العقلاء عنهم بعد ذلك. قوله: (وقرئ أن) بالفتح وخبير بلا لام لأنه مع وجود اللام علق فعل القلب عنها فكسرت فإذا سقطت لم تعلق عنه وهذه القراءة قراءة أبي السماك والضحاك وابن مزاحم وهي التي قرأ بها الحجاج، فما قيل: إنه لجراءته على كلام الله لما فتح الهمزة أسقط اللام من غير علم له بالقراءة تحامل لا حاجة لنا بمثله ولا يلزم من عدم تكفير الحجاج إن تعطل جهنم وتخرب. قوله: (عن النبتي ﷺ الخ) حديث موضوع، وجمعا فيه اسم المزدلفة تمت السورة بحمد الله ومنه وصلى الله وسلم على نبيه الأكرم وآله وصحبه الأنجم.
سورة القارعة
اختلف في آياتها هل هي عشرة أو إحدى عشرة ولا خلاف في مكيتها.
بسم الله الرحمن الوحيم
قوله: (سبق بيانه) وإعرابه أيضاً، وقوله: في كثرتهم هذا بناء على أنّ الفراس بمعنى الجراد كما ذكره في التأويلات، وفي الدرّ المصون إنه قيل: إنه الهمج من البعوض والقراد وغيرهما، ومثله معروف بالكثرة فما قيل عليه من أنّ الفراس لا يعرف بالكثرة حتى تشبه بها فيها إلا أن يفسر بصغار الجراد لا وجه له فكأنه