سورة الفيل
لا خلاف في كونها مكية ولا في عدد آياتها.
بسم الله الوحمن الرحيم
قوله: (وهو وإن لم يشهد الخ) الوقعة الحادثة العظيمة والحروب وجعل الرؤية هنا بصرية
تجوز بها عن العلم على الاستعارة التبعية أو المجاز المرسل لأنها سببه، وكلام المصنف ظاهره الأوّل ولم يجعلها ابتداء علمية وإن لم يمنع منه مانع لأنّ هذا أبلغ، ولأنّ ألم تر حيث لم يعلق في القرآن عدى بإلى نحو ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم فهي بصرية فينبغي حمله على نظائره فتأمّل. قوله: (تذكير ما فيها من وجوه الدلالة) إشارة إلى ما قاله الإمام من أنّ الأسماء لها ذوات، وكيفيات والكيفيات يسميها المتكلمون وجه الدليل واستحقاق المدح برؤية الكيفيات لا برؤية الذوات، ولذا قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا﴾ [سورة ق، الآية: ٦] وما الدالة على الوصفية والتعجب فيما مرّ هي الموصولة لا الاسنفهامية كما قيل، والظاهر أنّ مراد المصنف أنّ كيف للسؤال عن الأحوال على وجه العموم فالمراد هنا التنويه، والتعجيب مما في تلك القصة من الشؤون والأحوال الدالة على ما ذكر. ، وما وإن استعملت للوصف في نحو ما زيد وللتعجب في نحو ما لي لا أرى الهدهد كما صرحوا به غير مناسب للمقام فما ذكر من أنه مخصوص بالموصولة لا وجه له. قوله: (فإنها من الإرهاصات) الضمير للوقعة، وهو تعليل لكون هذه الواقعة فيها شرف للرسول ﷺ والإرهاص ما يتقدم النبوّة ودعوى الرسالة مما يشبه المعجزة من الرهص! وهو أسفل الجدار وقيل: هو الترصد. قوله: (إذ روي أنها وقعت الخ) لأنّ مولده ﷺ كان في ربيع الأوّل على الأشهر، وقيل: كان في رمضان وذكروا أنّ الفيل أتى مكة في المحرّم وولادته ﷺ كانت بعد مجيئه بخمسين يوما، فإن قلت إنما هذا لشرف البيت ودعوة الخليل عليه الصلاة والسلام، ومصادفتة لحمله وقرب مولده ﷺ اتفاقي قلت: لا مانع من الجمع بينهما ويؤيد كونه إرهاصاً قصة القرامطة وذي السويقتين، وأمّا قوله ﷺ في الحديبية لما بركت ناقته وقال الناس: (خلأت أي حرنت فقال ما خلات، ولكن حبسها حاب!
الفيل) الحديث فليس فيه ما ينافي الإرهاث كما توهم فتدبر. قوله: (وقصتها الخ) أبرهة بفتح الهمزة وسكون الموحدة التحتية والراء المهملة وهاءين قال السهيلي: معناه بالحبشة الأبيض الوجه، وهو مؤيد لقول من قال: إنّ أبرهة هذا هو أبرهة بن الصباج الحميري، وليس بأبي كيسوم الحبشي والصباح بفتح الصاد المهملة وتشديد الباء الموحدة والحاء المهملة والأشرم المشقوق الأنف أو الشفة، وقوله: ملك اليمن ماض أو اسم بكسر اللام مضاف، وقوله: قبل بكسر القاف وفتح الباء الموحدة بمعنى جانب وجهة، وأصحمة بالصاد والحاء المهملتين، والنجاشي علم في الأصل، ثم جعل لقباً لكل من يملك الحبشة. قوله: (سماها القليس) قال مغلطاي هو بقاف مضمومة ولام مشددة مفتوحة وبعدها مثناة تحتية ساكنة ثم سين مهملة كما في ديوان الأدب، ونقل عن القسطلي أنه بضم القاف، وفتح اللام المخففة وأمّا القليس بفتح القاف وكسر اللام المخففة فاسم قصر بصنعاء بناه القليس بن شرحبيل وضعبطه السهيلي بالنون، وقال معناه المرتفع كالقلنسوة ولم يزل باقيا حتى هدمه السفاح وليس هو الذي هدمه حمير كما قيل. قوله: (فقعد فيها) أي تغوط وفي شرح السيرة القعود الجلوس ويكون بمعنى الحدث، ومنه: (النهي عن القعود على المقابر) في الحديث كما فسره به الإمام مالك رحمه الله وهو كناية في الأصل وقوله: فيلة بكسر الفاء وفتح الياء بزنة قردة جمع فيل، وكانت ألفاً وقيل غير ذلك وقوله: عبى جيشه يقال: عبيت الجيش بغير همز هيأته، وعبات المتاع بالهمز وحكي عبأت الجيش بالهمز قال السهيلي وهو قليل، وقوله: فخرح بجيشه الباء للملابسة أو للتعدية. قوله: (برك) كذا روي لكن قال السهيلي: الفيل لا يبرك فبروكه إمّا بمعنى سقوطه على الأرض بأمر الله، أو المراد لزم مكانه كما يفعله البارك، وقيل: