سورة الفاتحة
مكية مدنية
لأنها نزلت مرتين: مرة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرة بالمدينة حين حوِّلت القبلة.
- آياتها: وهي سبع آيات إجماعًا، لكن عد بعضهم البسملة منها، والسابعة: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ﴾ إلى آخرها. وإن لم تكن منها فالسابعة: ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (٧)﴾ إلى آخرها.
- وكلمها: وكلمها مع البسملة تسع وعشرون كلمة، وبغيرها خمس وعشرون كلمة.
- وحروفها: بالبسملة، وبقراءة «ملك» بغير ألف- مائة وأحد وأربعون حرفًا. قاله الإسنوي على أنَّ ما حذف رسمًا لا يحسب؛ لأنَّ الكلمة تزيد حروفها في اللفظ دون الخط، وبيان ذلك أن الحروف الملفوظ بها ولو في حالة كألفات الوصل، وهي بها مائة وسبعة وأربعون حرفًا، وقد اتفق علماء الرسم على حذف ست ألفات: ألف اسم من «بسم»، وألف بعد لام الجلالة مرتين، وبعد ميم ﴿الرَّحْمَنِ﴾ مرتين، وبعد عين ﴿الْعَالَمِينَ﴾، والحق الذي لا محيص عنه اعتبار اللفظ، وعليه فهل تعتبر ألفات الوصل نظرًا إلى أنها قد يتلفظ بها في حالة الابتداء، أو لأنها محذوفة من اللفظ غالبًا؟ كلٌّ محتمل، والأوَّل أوجه فتحسب مائة وسبعة وأربعين حرفًا غير شداتها الأربعة عشر، وفيها أربعة وقوف تامة على أنَّ البسملة آية تامة منها لا تعلق لها بما بعدها؛ لأنها جملة من مبتدأ وخبر، أي: ابتدائي بسم الله، أو في محل نصب، وعلى كل تقدير هو تام، قال المازري (١) في (شرح التلقين): وإذا كانت قرآنًا فهلَّا كفَّر الشافعي مالكًا (٢) وأبا حنيفة (٣) في مخالفتهما له في ذلك، كما يكفِّر هو وغيره من خالف في كون
(٢) مالك بن أنس (٩٣ - ١٧٩ هـ = ٧١٢ - ٧٩٥ م) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي، المدني، أبو عبد الله، أحد أئمة المذاهب المتبعة في العالم الإسلامي، وإليه تنسب المالكية، ولد بالمدينة وكان بعيدًا عن الأمراء والملوك، فوجه إليه هارون الرشيد ليأتيه فيحدثه، فقال العلم يؤتى، فقصد الرشيد منزله، واستند إلى الجدار، فقال مالك: يا أمير المؤمنين من إجلال رسول الله إجلال العلم، فجلس بين يديه، فحدَّثه، وسأله المنصور أن يضع كتابًا للناس يحملهم على العمل به، فصنف: الموطأ، وله رسالة في: الوعظ، وكتاب في: المسائل، ورسالة في: الرد على القدرية، وكتاب في: النجوم، وتفسير غريب القرآن، وتوفي بالمدينة ودفن بالبقيع. انظر: الأعلام للزركلي (٥/ ٢٥٧)، ومعجم المؤلفين (٨/ ١٦٨).
(٣) أبو حنيفة (٨٠ - ١٥٠ هـ = ٦٩٩ - ٧٦٧ م) النعمان بن ثابت، التيمي بالولاء، الكوفي، أبو حنيفة: إمام الحنفية، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، قيل: أصله من أبناء فارس، ولد ونشأ بالكوفة، وكان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه، ثم انقطع للتدريس والإفتاء، وأراده عمر بن هبيرة (أمير العراقين) على القضاء، فامتنع ورعًا، وأراده المنصور العباسي بعد ذلك على القضاء ببغداد، فأبى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أبو حنيفة أنه لا يفعل، فحبسه إلى أن مات، (قال ابن خلكان: هذا هو الصحيح)، وكان قوي الحجة، من أحسن الناس منطقًا، قال الإمام مالك، يصفه: رأيت رجلًا لو كلّمته في السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته! وكان كريمًا في أخلاقه، جوادًا، حسن المنطق والصورة، جهوري الصوت، إذا حدَّث انطلق في القول وكان لكلامه دويٌّ، وعن الإمام الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة. له: مسند -في الحديث، جمعه تلاميذه، والمخارج -في الفقه، صغير، رواه عنه تلميذه أبو يوسف، وتنسب إليه رسالة: الفقه الأكبر -ولم تصح النسبة. توفي ببغداد وأخباره كثيرة. انظر: الأعلام للزركلي (٨/ ٣٦).