فأمر موسى عند استسقائه، أن يضرب بعصاه حجراً مُرَبَّعاً طُورِيّاً (من الطور)، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، من كل جانب ثلاثةُ أعينٍ. ﴿قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ﴾ يعني أن لكلِّ سبطٍ منهم عيناً، قد عرفها لا يشرب من غيرها، فإذا ارتحلوا انقطع ماؤه، وحُمِلَ في الجوالق، وكان بقدر الرأس. ﴿وَلاَ تَعْثَوْا في الأرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ فيه تأويلان: أحدهما: معناه لا تطغوا، وهذا قول ابن زيد. والثاني: معناه لا تسعوا في الأرض مفسدين، وهو قول ابن عباس، وأبي العالية الرياحي. والعيثُ: شدة الفساد، ومنه قول رؤبة:
(وَعَاثَ فِينَا مُسْتَحِلٌّ عَائِثُ | مُصَدِّقٌ أو فَاجِرٌ مُناكِثُ) |
(قَدْ كُنْتُ أَغْنَىَ النَّاسِ شَخْصاً وَاحِداً | وَرَدَ الْمَدِينَةَ عَنْ زِرَاعَةِ فُومٍ) |
الصفحة التالية