وفي قوله تعالى: ﴿لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنَاً قَلِيلاً﴾ تأويلان: أحدهما: ليأخذوا به عرض الدنيا، لأنه قليل المدة، كما قال تعالى: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾ وهذا قول أبي العالية. والثاني: أنه قليل لأنه حرام. ﴿وَوَيلٌ لَّهُم مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: من تحريف كتبهم. والثاني: من أيام معاصيهم.
﴿وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون﴾ قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً﴾ والفرق بين اللمس والمس، أن مع اللمس إحساساً. وفي الأيام المعدودة قولان: أحدهما: أنها أربعون يوماً، وهذا قول قتادة، والسدي، وعكرمة، وأبي العالية، ورواه الضحاك عن ابن عباس، ومن قال بهذا اختلفوا في تقديرهم لها بالأربعين: فقال بعضهم: لأنها عدد الأيام التي عبدوا فيها العجل. وقال ابن عباس: أن اليهود يزعمون أنهم، وجدوا في التوراة مكتوباً، أن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة، وهم يقطعون مسيرة كل سنة في يوم، فإذا انقطع المسير انقضى العذاب، وهلكت النار، وهذا قول من قدر (المعدودة) بالأربعين. والقول الثاني: أن المعدودة التي تمسهم فيها النار سبعة أيام، لأنهم


الصفحة التالية
Icon