﴿وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾ قوله تعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ يعني الجهاد. ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُم إِلى التَّهْلُكَةِ﴾ وفي الباء قولان: أحدهما: أنها زائدة، وتقديره ولا تلقوا أيديكم إلى التهلكة. والقول الثاني: أنها غير زائدة أي ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم إلى التهلكة، والتهلكة والهلاك واحد. وفي: ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُم إِلى التَّهْلُكَةِ﴾ ستة تأويلات: أحدها: أن تتركوا النفقة في سبيل الله تعالى، فتهلكوا بالإثم، وهذا قول بن عباس، وحذيفة. والثاني: أي لا تخرجوا بغير زاد، فتهلكوا بالضعف، وهذا قول زيد ابن أسلم.