﴿قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيكُم وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ يعني زيادة في العلم وعظماً في الجسم. واختلفوا هل كان ذلك فيه قبل الملك؟ فقال وهب بن منبه، والسدي: كان له ذلك قبل الملك، وقال ابن زيد: زيادة ذلك بعد الملك. ﴿واللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ وفي واسع ثلاثة أقاويل: أحدها: واسع الفضل، فحذف ذكر الفضل اكتفاء بدليل اللفظ، كما يقال فلان كبير، بمعنى كبير القَدْر. الثاني: أنه بمعنى مُوسِع النعمة على مَنْ يشاء من خلقه. والثالث: أنه بمعنى ذو سعة.
﴿وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين﴾ قوله عز وجل: ﴿وَقَالَ لَهُم نَبِيُّهُم: إِنَّءَايَةَ مُلْكِهِ﴾ أي علامة ملكه ﴿أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ﴾ قال وهب ابن منبه: كان قدر التابوت ثلاثة أذرع في ذراعين. ﴿فِيهِ سَكِينَةٌ مِن رَّبِّكُم﴾ وفي السكينة ستة تأويلات: أحدها: ريح هفَافة لها وجه كوجه الإِنسان، وهذا قول عليّ عليه السلام.