وقال ابن عباس: ألقى موسى الألواح فتكسرت ورفعت إلا سدُسها. ﴿وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنه أخذ بأذنه. والثاني: أخذ بجملة رأسه. فإن قيل: فلم قصده بمثل هذا الهوان ولا ذنب له؟ فعن ذلك جوابان. أحدهما: أن هذا الفعل مما قد يتغير حكمه بالعادة فيجوز أن يكون في ذلك الزمان بخلاف ما هو عليه الآن من الهوان. والثاني: أن ذلك منه كقبض الرجل منا الآن على لحيته وعضه على شفته ﴿قَالَ ابْنَ أُمَّ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أنه قال ذلك لأنه كان أخاه لأمه، قاله الحسن. والثاني: أنه قال ذلك على عادة العرب استعطافاً بالرحم، كما قال الشاعر:
(يَا ابْنَ أُمِّي وَيَا شقيقَ نَفْسِي | أَنْتَ خَلَّيْتَنِي لأَمْرٍ شَدِيدٍ) |
{إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها