ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون} قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ﴾ اختلف في المأخوذ منه تسمية القرية على وجهين: أحدهما: لأن الماء يقرى إليها أي يجمع، من قولهم قرى الماء في حوضه إذا جمعه. والثاني: لأن الناس يجتمعون إليها كما يجتمع الماء فى الحوض. واختلف في هذه القرية على قولين: أحدهما: أنها بيت المقدس، قاله قتادة. والثاني: هي أرض الشام، قاله الحسن. فإنه قيل: فكيف سمى المأوى مسكناً والإنسان في مسكنه متحرك؟ قيل لأنه يترك فيه التصرف فصار في أكثر أحواله ساكناً وإن كان في بعضها متحركاً.
﴿واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون﴾ قوله عز وجل: ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ الَّتِي كَانَتُ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ فيها خمسة أقاويل: أحدها: أنها أيلة، قاله ابن عباس، وعكرمة، والسدي. والثاني: أنها بساحل مدين، قاله قتادة. والثالث: أنها مدين قرية بين أيلة والطور، حكاه أبو جعفر الطبري. والرابع: أنها قرية يقال لها مقتا بين مدين وعينونا، قاله ابن زيد.


الصفحة التالية
Icon