وأما الفرقة الثالثة التي لم تنه ولم تفعل ففيها قولان: أحدهما: أنها نُجِّيَتْ مع الذين نهوا. والثاني: ما قاله ابن عباس: لا أدري ما فعل بها.
﴿وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم﴾ قوله عز وجل: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنه تفعُّل من الإذن ومعناه أعلم، قاله الحسن، ومنه قول الأعشى:
(أَذَّنَ الْقَوْمُ جِيرَتِي بِخُلُوفِ | صَرَمُوا حَبْلَ آلِفٍ مَأْلُوفِ) |
{وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك